-
/ عربي / USD
غير خفيّ على أهل الإسلام والإيمان شرف القرآن الكريم وعلوّ شأنه، وغزارة علمه، ووضوح برهانه، وأنه الغاية القصوى، والعروة الوثقى، والمستمسك الأقوى، والمطلب الأعلى، والمنهاج الأسنى، الذي من استمسك به نجا، ومن تخلف عنه غوى، الذي بدرسه وتلاوته والتفكر في معانيه حياة القلوب، وبالعلم به والعمل بما فيه التخلّص من الكروب.
غير أن أسرار تأويله لا تهتدي إليه العقول، وأنوار حقائق خفيّاه لا تصل إلى قريحة المفضول ولهذا اختلف في تأويله الناس، وصاروا في تفسيره على أنفاس وإنعكاس قد فسّروه على مقتضى أديانهم، وسلكوا به على الله عليهم أجمعين أهل التنزيل والتأويل، القائل فيهم جلّ جلاله: ﴿وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آَمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ﴾... [سورة آل عمران الآية: 7]... لا غيرهم، وهم الذين أوتوا العلم وأولو الأمر وأهل الإستنباط وأهل الذكر الذين أمر الناس بسؤالهم كما جاءت به الآثار النبوية والأخبار الإماميّة، ومن ذا الذي يحوي القرآن الكريم غيره؟.... ويحيط بتنزيله وتأويله سواهم.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد