يعد كتاب الفهرست لمؤلفه محمد بن اسحق النديم المعروف بأبي يعقوب الورَاق من عيون التراث العربي القديم وهو من أهم الكتب المؤلفة أو المترجمة في القرون الإسلامية الأولى. وصفه مؤلفه في أخبار العلماء المصنفين من القدماء والمحدثين وأسماء كتبهم ومصادر تآليفهم، بغية التسهيل على الباحث والدارس مقصده في أي باب يطرقه ويود الكتابة عنه، والكتاب يحتوي على مقالات عشرة، الأولى في وصف لغات الأمم من العرب والعجم، واسماء كتب الشرائع المنزلة على مذاهب المسلمين، والمقالة الثانية في ابتداء النحو، وأخبار النحويين البصريين وفصحاء الإعراب، واسماء كتبهم، والمقالة الثالثة في أخبار الإخباريين والرواة والنسابين وأصحاب السير والأحداث، وأخبار الملوك والندماء والأدباء، والمقالة الرابعة في طبقات الشعراء الجاهليين والإسلاميين وشعراء المحدثين إلى عصرنا هذا، والمقالة الخامسة في خمسة فنون في الكلام والمتكلمين منها في اخبار متكلمي الشيعة الإمامية والزيدية، وفي أخبار متكلمي الخوارج، وفي أخبار السياح والزهاد والعباد والمتصوفة وآخرون وأسماء كتبهم، والمقالة السادسة في ثمانية فنون في الفقه والفقهاء والمحدثين ومنها في أخبار مالك وأصحابه وأبي حنيفة "النعمان" وأصحابه، والإمام الشافعي وأصحابه، وفي أخبار فقهاء الشيعة وآخرون وأسماء كتبهم، والمقالة السابعة في فنون الفلسفة والعلوم القديمة وأخبار الفلاسفة الطبيعيين والمنطقيين وأخبار أصحاب التعاليم، المهندسين والموسيقيين والحساب المنجمين وصناع الآلات وأصحاب الحيل والحركات، والمقالة الثامنة في أخبار المسامرين والمخرَفين والمصورين وأسماء الكتب المصنفة في الأسماء والخرافات، والمقالة التاسعة في المذاهب والإعتقادات ومنها في وصف "مذاهب" الجرانية الكدانيين المعروفين في عصرنا بالصائبة، ومذاهب الثنوية، والمرقيونية وغيرهم وأسماء كتبهم، أما المقالة العاشرة والأخيرة فتحتوي على أخبار الكيميائيين والصفويين من الفلاسفة القدماء والمحدثين واسماء كتبهم.