هذا كتاب "المسند" للإمام المشهور، الفقيه، والمحدث الجليل "أحمد بن محمد بن حنبل" إمام المذهب الحنبلي وأحد الأئمة الأربعة يقدمه المؤلف للقارئ الكريم بِحُلَّةٍ جديدة، وهو كتاب جليل القدر، كثير الفوائد، فهو من أجمع كتب الحديث التي كتب لها البقاء من مؤلفات مطلع القرن الثالث...
هذا كتاب "المسند" للإمام المشهور، الفقيه، والمحدث الجليل "أحمد بن محمد بن حنبل" إمام المذهب الحنبلي وأحد الأئمة الأربعة يقدمه المؤلف للقارئ الكريم بِحُلَّةٍ جديدة، وهو كتاب جليل القدر، كثير الفوائد، فهو من أجمع كتب الحديث التي كتب لها البقاء من مؤلفات مطلع القرن الثالث الهجري، ويعتبر أوسع وأجمع مصنف في الحديث، فقد جعله الإمام "أحمد" إماماً إذا اختلف الناس في سُنَّة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكأنه أراد أن يستوعب السُّنَّة في مسنده، وعدّة أحاديثه نيف وثلاثون ألف حديث، وقد تضمن الكتب الستة إلا القليل وفيه الصحيح والحسن والضعيف وأكّد العلماء خلوه من الموضوع. وقد اختار الإمام "أحمد" ما في مسنده من (700) ألف حديث ولم يخرّج فيه إلا عمن ثبت عنده صدقه وديانته دون من طعن فيه، ورتَّبه على مسانيد الصحابة وأخرج أحاديثه عن نحو (700) صحابي وعن (96) صحابية؛ ومن أشهر من روى عنه المسند ابنه عبد الله، وكتبه بيده وضمّ إليه بعض الزيادات، وبيَّنها بكل أمانة وإخلاص ودقة وقد صدّر بمسانيد الصحابة العشرة المبشرين بالجنة.
ونظراً لما يحتله "المسند" من أهمية فقد اعتنى به العلماء عناية كبيرة، فَطُبع سابقاً في (6) مجلدات كبيرة بالمطبعة الميمنية سنة 1313هـ، وطبع على هامشه كنز العمال وشرع المرحوم "أحمد محمد شاكر" بتحقيقه تحقيقاً عِلمياً دقيقاً، فخرَّج أحاديث الكتاب ورقمها وجعل له فهارس للموضوعات، وخدم المسند خدمة علمية جليلة بتعليقاته القيمة وردوده لبعض الشبهات في بعض المواطن منه.