"القتال يتم دائماًً بدافع من اثنين، إما عقيدة، وإما عصبية، وفي أحيان كثيرة يكون للعقيدة مستلزمات، وكذلك الأمر بالنسبة للعصبية، وأعتقد أنه في لبنان غلب العصبية على العقيدة، أي أن الذي قاتل في خندق معين، لم يكن لديه بقدر ما كان لديه عصبية، وكذلك الأمر في الخندق المواجه،...
"القتال يتم دائماًً بدافع من اثنين، إما عقيدة، وإما عصبية، وفي أحيان كثيرة يكون للعقيدة مستلزمات، وكذلك الأمر بالنسبة للعصبية، وأعتقد أنه في لبنان غلب العصبية على العقيدة، أي أن الذي قاتل في خندق معين، لم يكن لديه بقدر ما كان لديه عصبية، وكذلك الأمر في الخندق المواجه، فالعصبيات هي التي كانت تتواجه". في هذا الكتاب يكشف محسن دلول عن بعض من مخزون ذاكرته المليء بالمعلومات والصور والمشاهد الغنية والمثير’، ليعطي القارئ عبر حوارات أجرتها معه على فترات متباعدة كل من مجلتي "الشراع" (بين 24/2/1997 و 17/3/1997) و"الوسط" (بين 4/12/2000 و5/2/2001) زاداً مهماً من المعطيات عن قادة كبار لبنانيين وعرب، وعن أحداث كثيرة وخطيرة، بقي فهم البعض منها عصياً على العامة من الناس وعلى الكثير من التابعين. إن ما يحتويه هذا الكتاب ليس سيرة ذاتية لرجل له باعه الطويل في السياسة اللبنانية وإطلالة شاملة وعميقة على السياسة العربية، بل فيه سير عدد من القيادات اللبنانية التاريخية وإضاءة هامة على أحداث كثيرة كان الوزير والنائب والقيادي الاشتراكي السابق أحد أهم صناعها ومتابعاً لأدق تفاصيلها انطلاقاً من دوره كمفاوض لبق ووسيط محبب، الأمر الذي ميزه بين أقرانه طيلة أكثر من ثلاثة عقود من الزمن بدءاً من عشية الحرب الأهلية اللبنانية وما سبقها بسنوات.