إن كل مجتمع بشري في حاجة إلى البحث عن توجهات ومسارات للإصلاح، محددة الأولويات لتقويم ما أعوج من نظمه، وتصحيح ما انحرف من قيمه، وتجديد ما اندثر من ... مبادئه، وهذه التوجهات يجب أن تكون منفتحة على العصر ومنسجمة معه، فلا تعاديه ولا تهرب من تحدياته، ولا تقاوم التغيرات الصالحة...
إن كل مجتمع بشري في حاجة إلى البحث عن توجهات ومسارات للإصلاح، محددة الأولويات لتقويم ما أعوج من نظمه، وتصحيح ما انحرف من قيمه، وتجديد ما اندثر من ... مبادئه، وهذه التوجهات يجب أن تكون منفتحة على العصر ومنسجمة معه، فلا تعاديه ولا تهرب من تحدياته، ولا تقاوم التغيرات الصالحة المصاحبة له في القيم والمبادئ والنظم.
وهذا الكتاب، بما يحويه، يمثل محاولات جادة لكسب الرهان الحضاري في الإصلاح من خلال طرح توجهات نحسب أنها تمثل نقطة البداية نحو فكر إصلاحي مستقيم، ونأمل، بطرحها، أن ينبثق عنها مشروع متكامل شامل للتغيير الجاد والصادق، بآليات واضحة وبرامج مرسومة، وأولويات محددة، ضمن إطار زمني معلوم سلفاً وملتزم به.
وبحسب المؤلف أن يدعي بصدق أن التوجهات، التي يطرحها من خلال هذا المؤلف، تصدر عن إخلاص وحرص، وبرغبة صادقة ف أن تساهم في توضيح المسالك وتبيان الطرق أمام الأمة بجميع شعوبها للتقدم والنهضة والتناغم مع العصر، لتنال بغيتها بكسبها الرهان ضد التخلف والجمود.
وعندما يؤكد المؤلف بأن ما يحمله الكتاب بين طياته ليس أكثر من محاولات جادة لكسب الرهان الحضاري في الإصلاح والتقدم والتغيير، فلأنه يعتقد بأن توجهات الإصلاح والتقدم قد تكون خافية أو غامضة، حتى وإن لم تكن غائبة عن ضمائر المخلصين من أبناء الأمة، ولكنها تحتاج إلى جهد للبحث والتنقيب والمثابرة لترجمتها على أرض الواقع بإصرار وصير، فطرق النهوض غير سالكة وتحتاج إلى عزيمة وإرادة، ووسائل التطور قاصرة، بل وحتى غير متوافرة أحياناً، ولا بد من الحرص لتقصيها والبحث عنها وتجميعها والتوسع فيها.
ولا يدعي المؤلف، مع كل ما سلف، بأن محاولاته لتحديد توجهات الإصلاح والتغيير، التي يحويها الكتاب بين دفتيه، كافية أو كاملة من أجل النهوض والتقدم ومسايرة العصر، ولكن بحسبها -في ظنه- أنها صادقة وجادة ومخلصة من أجل طرح تصور واقعي لحلول إصلاحية تساعد على خروج الأمة من نفق الأزمات التي تعيشها، وتصالح قيمها ومبادئها مع العصر، لتتجانس معه، وتستجيب لمتطلباته، كي تقف بجدارة وقدرة أمام تحدياته لتنجح وتفرض ذاتها أمام الإنسانية جمعاء.
والمؤلف مفكر إسلامي، وأستاذ جامعي، شغل مناصب رفيعة منها وزير الحج في المملكة العربية السعودية، وله مؤلفات فكرية وسياسية وثقافية متميزة، وتحسساً منه بالمسؤولية في ظل الهجمة الشرسة على العرب والمسلمين أراد أن يقدم لأمته خلاصة خبرته ف ي مجال الإصلاح والتغيير، في كتاب لا يغني التعريف به عن قراءته والتمعن بما جاء فيه.