يصح القول إن تاريخ تكون الرواية العربية يكاد ينطبق على تاريخ البحث عن الهوية، فقد تطور نضوج الفن واستقلاليته في بناء واقع فني مواز للواقع الاجتماعي مع التعبير عن وعي الهوية. في هذا الكتاب البحثي الشامل يوجز المؤلف عبد الله أبو هيف هذه القضية في معادلتين: الأولى هي بروز...
يصح القول إن تاريخ تكون الرواية العربية يكاد ينطبق على تاريخ البحث عن الهوية، فقد تطور نضوج الفن واستقلاليته في بناء واقع فني مواز للواقع الاجتماعي مع التعبير عن وعي الهوية. في هذا الكتاب البحثي الشامل يوجز المؤلف عبد الله أبو هيف هذه القضية في معادلتين: الأولى هي بروز النزوع إلى العالمية مقابل نزوع الانكفاء إلى الذات، وما استتبع ذلك من نفي للقومي في تجارب فنية ارتهنت للترجمة أو الاقتباس أو الإقليمية، ويعبر أصحاب المدرسة الحديثة عن هذه المعضلة خير تعبير. والثانية هي أن تطور القصة العربية الحديثة، ومنها الرواية في ما بين 1920-1945 لم يكن تمثلاً للشكل الغربي الجديد بقدر ما كان تطوراً في قلب التغييرات الحضارية والاجتماعية في مطلع هذا القرن حتى بدء الاستقلالات العربية بعد الحرب العالمية الثانية.