يراودني شعور، منذ أيام الدراسة، بصعوبة استيعاب قواعد اللغة العربية، من نحو وصرف، ويؤلمني رؤية أحفادي وزملائهم يتقنون اللغات الأجنبية، ويلحنون في ل... غتهم العربية الجميلة، ويتهربون من الاهتمام بدراستها مدَّعين صعوبة قواعدها، وتعذُّر حفظها، ما يجعلني أحثُّ أساتذة...
يراودني شعور، منذ أيام الدراسة، بصعوبة استيعاب قواعد اللغة العربية، من نحو وصرف، ويؤلمني رؤية أحفادي وزملائهم يتقنون اللغات الأجنبية، ويلحنون في ل... غتهم العربية الجميلة، ويتهربون من الاهتمام بدراستها مدَّعين صعوبة قواعدها، وتعذُّر حفظها، ما يجعلني أحثُّ أساتذة العربية، باستمرار، على ابتكار طرائق تدريس تحبِّب الطلاب بها. وأوحت إليَّ طريقتنا في أثناء الدراسة، تشجير ما يصعب علينا فهمه، أو حفظه، بنشر كتاب مشجَّر للنحو والصرف. وتحمَّس للفكرة، من الذين أثنوا عليها، الأستاذ عبدالله روبين حسين، وهو الذي درَّس قواعد اللغة العربية سنوات، وما زال يعمل منسِّقاً لتدريسها في عدد من المدارس، فكان هذا الكتاب. وأنا على يقين من أنه لن يحلَّ مشاكل تيسير قواعد اللغة كلَّها، ولكنه يشكِّل خطوة في الاتجاه الصحيح، وسيجد فيه طلاب العربية ومعلموها خير معين، على الرغم من أن مضمونه لم يخرج عن نهج كتب النحو والصرف ومضمونها، إلا في تبسيط العبارة، وطريقة عرض المادة، التي تتناغم مع شبكات المعلوماتية، إذ تقدم القاعدة من خلال لوحة ذات خطوط وأسهم، تتحد وتنفصل، فتربط بين الجذور والفروع. وأُضيفت إلى القواعد فوائد مهمة، وأردفت القواعد والفوائد بأمثلة وتطبيقات في الإعراب ترسخ ما ورد فيها. إنه كتاب فريد في طريقته، نأمل أن يسدَّ ثغرة مهمَّة في المكتبة العربية.