استخلف الله الانسان في الأرض، وكرّمه طفلا وشابا وشيخا، ذكرا وأنثى.

ومن المعلوم أن كبار السن يعانون ضعفا بعد قوة، وتطرأ عليهم تغيّرات جسديّة ونفسية، فيتحوّلون من منتجين الى محتاجين.

ولذلك لا يجوز قصر النظر اليهم على النواحي الماديّة والانتاجية، كما يحدث أحيانا في بعض الأسر والبلدان، في وقت يكونون فيه في أشدّ الحاجة الى الرعاية والأمان العاطفي.

ورب العالمين، الأعلم بمصالح خلقه، ضمّن شريعته أحكاما خاصّة بالمسنّين من دون غيرهم.

وقد اختار مؤلف هذا الكتاب " أحكام المسنّين" موضوعا لرسالته الجامعية المتميزة، وتناول فيها بالبحث والتدقيق كلّ ما يخصّ المسنّين – رجالا ونسائا – من أحكام، معتمدا القرآن الكريم والسنّة الصحيحة، في العبادات والمعاملات، والعلاقات الأسرية، مبيّنا واجبات الأبناء تجاه والديهم، والمجتمع تجاه كبار السن فيه، وما يمكن أن تقدّمه دور رعاية المسنّين عند الضرورة.

وقد تفرّد بحثه بالاحاطة بمختلف الحالات، ومناقشة مختلف الأدلّة، وترجيح ما يراه صوابا، فجاء متميّزا على كل ما كتب في أحكام المسنّين ونشر من أبحاث.