-
/ عربي / USD
هكذا تقبلين عليّ كشهر طويل من العشق، مضمّخةً بعرقك القاطر عليّ، وبأنفاسك حرّى من ضيق الأسرّة، ومن هبّاتك الورد الشبقة على جسمك، وفتيته المتناثر على عري صبور، صبور كمرآة، وفاسق كبياض من الياسمين، ومنتفض بأنينه كتبتّل قديسات في الدغل وفوق القصب والينابيع.
كشهر طويل من العشاق والمأسورين والخطأة أرفعك من شهواتك كشتلة من ترابها ومائها وورقها، وأهتزّك، بأجسامك السابقة، والمقبلة، والحيّة، والخفرة، والمقتولة والقاتلة، وأراك عبرها، كمن يحضن زغباً حاراً في يديه، أو كمن يفتح النافذة على سنوات طويلة من الأرق المشمس، واليقظة المحرورة. وترينني بحواس من دغل كثيف، ومن أقمار حمر عمياء ومن ارتطام أنّات أنات من قعر الحفر، ومن حرائق، ومن اجتمار الأصابع، والعنق، ونثار ما يَمَّلسُ على التمدد، والخروج بلا مقابل.
آه! وككدس بلا وزن، ولا شفقة، ولا ترهات، ولا إدماع، أنهدم عليك، شهراً طويلاً من العشق، أنهدم عليك كسنوات طويلة من الأسرار، كوكباً انتثر بلا تاريخه، على ما استسلم له، على ما حضر كغبش حيّ، ككسور مهيأة، كالتماعات معسولة، على فجوة، ولا كالفجوات، فجوة ليلية من برديها الورديّ الفاقع إذا تفتّحت وأملست، والوردي المائع إذا انطوت على خفر، أو على وهن، آه! وكعتمة على هاوية، أو هاوية ترتطم بها بكل بدنك، وبكل سهلك، وبكل مناقيرك، تقرعها، تقرعها، حتى الأنات المسلولة، حتى الأنّات المنفلشة عليك، وعلى بهاء ما لا ينطفئ باكراً.
كشهر طويل من الوله، والولع، والخبل، والشبق، والألوهة، والقداسة، والجحيم، والرماد، والقهر، والاستنفار، والحقد والحنان والقسوة، والذلّ، أضمك> إليّّ، بما استبقيته مني، وما استبقيَ منك، فلا أهمس كلاماً في أذنيك، ولا أنثر تمتمة على امتداد جسمك، ولكن، شيئاً مما يمسحه المنقار، ومما يحييه الجسدان، ومما يستثيره الشمّ، واللمسُ، ورصد الفراغ في عمق الرغبات المفوّفة، الفوارة، وغزّ ما لا ينهرق ساخناً بين الخلاء والشهقات. وعندها كأني لا أذكرك أو أذكرك ولا أعرفك، أمسّك كمن يعدّ النجوم من بصيص الشفاه في العتمة، ويترك النجوم كمن يتمدّد تحت المطر.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد