-
/ عربي / USD
شعراء عرب كثيرون أشاحوا بوجههم وسمعهم عن شعر الغزل والشبق والجسد بأبجديته الحسية، إبان طغيان الأيديولوجيات من سياسة وأدب في السبعينيات والثمانينيات، رغم أن دماء هذا الشعر بمفرداته وعباراته من شوق، ضراعة، ابتهال وطقوس جنسية-دينية، تتدفق في شرايينهم منذ ستة آلاف عام.
في شعر هاشم شفيق هنا، ما يشبه العودة إلى الينابيع، إلى الرافدين والنيل ونشيد الإنشاد، كأن الشاعر الضليل عاد بعد رحلته الشاقة ليتمرغ في طين وغرين الخصب الشعري. ليست العودة هنا بالطبع إلى إينانا وعشتار والنصوص العربية المحرّمة من قبيل الإطلالة على الأسطورة والموروث، بل هي نسج ومحاكاة لتلك الأغنيات والصلوات والتمتمات التي حولت الجسد إلى معبود يفيض بالشهوة والعطر والنعمة.
في القصائد ثمة قطف للرغبة، نهلّ للعسل، هتكٌ للفراغ، جزٌّ للأحراش، ولعقٌ للأسرار، في أطباق من حلو ومالح، مما يفتح أبواب الوليمة الإيروسية على لهفة خلودها المنشود.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد