-
/ عربي / USD
لقد استحكمت غربة مالك بن نبي على الساحة الفكرية؛ نتيجة منهجيته الصارمة التي رتب أفكاره عليها؛ ورؤيته البعيدة التي تضع مشروعه النهضوي في إطاره الإنساني الشامل، وفي موقعه على مسار الدورات الحضارية، متميزاً بذلك عن سائر مفكري حركة النهضة؛ بشقيها: السلفي والحداثي، فلم يفهمه أي من التيارين ولم يمكن تصنيفه ضمن واحد منهما، فكان مرفوضاً منهما كليهما.. لكن غربة مالك بن نبي قد آذنت بالأفول على ما يبدو، فأفكاره التي استعصت على الفهم لدى أجيال النكبة والانتكاس الحضاري، قد أخذت طريقها الآن إلى جيل الشباب الذي استهدفه مالك، وخصه بقوله: " ربما الأوفى أن أخص بالصفحات القادمة جيلاً سيأتي؛ يعقب جيلي، لنؤكد لهم- وهم بين أنقاض عالمنا- أن عليهم واجب بناء عالم خاص بهم". وإلى هذا الجيل الذي تطلع إليه مالك بن نبي قبل أكثر من ستين عاماً، تتقدم دار الفكر بمشروعها (الأعمال الكاملة لمالك بن نبي) جمعتها له في مجموعة واحدة؛ رتبتها بحسب تاريخ تأليفها، لتتيح له فرصة الاطلاع على حركة أفكاره؛ من أين بدأت، وكيف نمت وتطورت؛ وصنعت لها لأول مرة فهارس مفصلة لكلماتها وموضوعاتها المفتاحية لكي تيسر له الوصول إلى كنوزها، ورصد الأشكال والأساليب المتعددة التي تناولها فيها، وربط بعضها ببعض لتشكيل صورة شاملة لها.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد