-
/ عربي / USD
هذا الكتاب جديد في بابه، مبتكر، مبتدع، وفنه غريب مخترع، لم يسبق إبن المعافى إلى مثله. حيث كما وصفه مؤلفه كالروضة الأنف التي لم يرعها إنسان، ولم يقطف زهرها بنان... ولكون مادة الكتاب مأخوذة من " أفواه العلماء الجلة... وبعضه لقط من بطون الكتب على مر الزمان " وحيث أن أحداً قبل إبن المعافى لم يقم بهذا العمل، فإن الفضل له في " هذا الجمع كمن وجد جوهراً منثوراً فنظمه، وجمع دراً مبدداً فسلكه، وليس له في جميع ذلك إلا حظ الرواية والحكاية ". يقوم هذا الكتاب على تفسير قوله تعالى في سورة الكهف آية 54 { ولقد صرّفنا للناس في هذا القرآن من كل مثل }، وقول أبي بكربن مجاهد: " ما من مثل سائر وغير سائر، ولا حكمة بالغة، ولا شيء في الوجود إلا ويوجد إسمه أو معناه، وصفته في القرآن العظيم ".
وهكذا بدأ التمثيل لكل شيء، والبحث في مقابله في آية قرآنية. إذا ً في الكتاب مجموعة من الحكم والأمثال لا نجدها في غير هذا الكتاب، مثل: التمني رأس مال المتولي، وفلان يضرب الطبل تحت كسائه، ومن وهن الأمر إلاعنه قبل إحكامه، والخير يجر الخير، وخير الكلام ما قل ودل ولم يطل فيمل. حيث كان المؤلف حريصاً على ذكر سلسلة إسناد الخير أو الحديث. وثمة أشعار وأخبار لا نجدها في غيره، فيكون بعضها له، أو لمعارفه، أو معاصريه، أو مشايخه. في الكتاب من أشعار لأبي الفرج بن هندو لم يوردها جامع أشعاره ومحققها في كتابه: شعر أبي الفرج بن هندو.
مما يحسب للمؤلف أنه لا يقحم نفسه في التأليف الجامع لموضوعات مختلفة في كتابه، وهو حين يستطرد فإنه يستطرد في موضوعه نفسه، فلم يشأ أن يكتب في كل شيء، وعن كل شيء شأن كثير من المؤلفين على أيامه وقبل أيامه كما فعل الجاحظ وإبن قتيبة وإبن عبد ربه على سبيل المثال. كما وضبط نص المخطوطة ضبطاً تاماً ، وصوب ما وقع فيه النساخ من أخطاء. وأحل النصوص النثرية والأخبار، والقصص إلى مظانها، ونسبها إلى قائليها. وشرح الألفاظ الصعبة والمصطلحات الكثيرة إعتماداً على كتب اللغة ومعاجمها والمراجع المتخصصة، وذكر إسم المادة اللغوية. وقوّم المخالفات النحوية واللغوية والإملائية. وخرّج الآيات الكريمة المستشهد بها، وأشار إلى موضعها من السور. وخرّج الأحاديث النبوية والأمثال والحكم والأقوال من مظانها الرئيسة والفرعية. وصنع فهارس تفصيلية عامة للآيات القرآنية، والأحاديث النبوية والأمثال والحكم والأقوال والأشعار والأعلام والموضوعات والمسائل في النحو واللغة والبلدان، وأيام العرب، والكواكب، والمأكل، والمشرب والبلاغة، والمناصب، والألقاب. وصنع قائمة بأسماء المراجع والمصادر التي إستخدمها. وصنع فهرساً تحليلياً لعناوين الموضوعات.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد