هذا الكتاب يجيب على أسئلة ساخنة انطلاقاً من أنه في القرآن الممتد ما بين دفاع المثقفين العرب والمسلمين عن ألفرد درايفوس وعن روجيه غارودي ، طغى انحطاط واسع تسبب الانتهاك الصهيوني في بعضه ، وتسبب في بعضه الآخر استقبالنا هذا الانتهاك . وفي الخانة الأخيرة هذه لعب الفكر القومي في...
هذا الكتاب يجيب على أسئلة ساخنة انطلاقاً من أنه في القرآن الممتد ما بين دفاع المثقفين العرب والمسلمين عن ألفرد درايفوس وعن روجيه غارودي ، طغى انحطاط واسع تسبب الانتهاك الصهيوني في بعضه ، وتسبب في بعضه الآخر استقبالنا هذا الانتهاك . وفي الخانة الأخيرة هذه لعب الفكر القومي في المشرق العربي دوراً بالغ السوء ، فأسس لعنصرية ذات لون وثني ما لبث الأصوليون أن دفعوها إلى ذرى غير مسبوقة. نبذة النيل والفرات: للمناظر في الأحزاب والأيديولوجيات المتضادة والمتناقضة التي عرفتها المنطقة، أن يلاحظ بينها عنصراً مشتركاً لا تخطئه العين: خلوها جميعاً من أي اهتمام بالمسألة العنصرية. بيد أن تمكن العنصرية واللاسامية اللاحق منا لم يكن من دون تاريخ وخلفيات أبعد: فأبّان انتعاش الوعي القومي في المشرق، قبيل الحرب العالمية الثانية وبعدها، شرع التأويل المسيحي والإرسالي للزمن وللآخر ينافس التأويل الإسلامي التقليدي الذي وجه تتويجه، ومأزقه في الشيخين جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده. وهذا، بطبيعة الحال، لم يحدث دفعة واحدة، أو على نحو مباشر، كما لم ينجم عن تحولات فكرية حملها صعود القومية، وانتقال بعض الحمولة الفكرية المسيحية والتبشيرية إلى المسلمين عبر شراكة المثفين المسيحيين في القومية العربية. في هذا الإطار يبحث حازم صاغيه دور قوميّو المشرق العربي في القرن الممتد ما بين دفاع المثقفين العرب والمسلمين عن ألفرد درايفوس ودفاعهم عن روجيه غارودي، حيث شهدت هذه الفترة انحطاطاً واسعاً تسبب الانتهاك الصهيوني في بعضه الآخر استقبالنا هذا الانتهاك.