يجمع المسلمون، أن أشرف العلوم الدينية علم الحديث النبوي، وأن من اجل معارفه تمييز أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وممن خلق بعدهم. وقد جمع في ذلك الحفاظ تصانيف بحسب ما وصل إليه إطلاع كل منهم. وفي (الإصابة في تمييز الصحابة) يورد الإمام الحافظ أحمد بن حجر العسقلاني التصانيف...
يجمع المسلمون، أن أشرف العلوم الدينية علم الحديث النبوي، وأن من اجل معارفه تمييز أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وممن خلق بعدهم. وقد جمع في ذلك الحفاظ تصانيف بحسب ما وصل إليه إطلاع كل منهم. وفي (الإصابة في تمييز الصحابة) يورد الإمام الحافظ أحمد بن حجر العسقلاني التصانيف التي تميز الصحابي عن غيره وقد جعله في أربعة أقسام:
القسم الأول: فيمن وردت صحبته بطريق الرواية عنه، أو عن غيره، سواء كانت الطريق صحيحة، أو حسنة، أو ضعيفة، أو وقع ذكره بما يدل على الصحبة بأي طريق كان.
القسم الثاني: من ذكر في الصحابة من الأطفال الذين ولدوا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم لبعض الصحابة من النساء والرجال، ممن مات عليه الصلاة والسلام وهو في دون السن التمييز، إذ ذكر أولئك في الصحابة إنما هو على سبيل الإلحاق، لغلبة الظن على أنه (صلى الله عليه وسلم) رآهم لتوفر دواعي أصحابه على إحضارهم أولادهم عنده عند ولادتهم ليحنَكهم ويسمَيهم ويبرك عليهم، والأخبار بذلك كثيرة.
القسم الثالث: فيمن ذكر في الكتب المذكورة من المخضرمين الذين أدركوا الجاهلية والإسلام، ولم يرد في خبر قط أنهم إجتمعوا بالنبي صلى الله عليه وسلم ولا رأوه، سواء أسلموا في حياته أو لا، وهؤلاء ليسوا اصحابه بإتفاق من أهل العلم بالحديث، وإن كان بعضهم قد ذكر بعضهم في كتب معرفة الصحابة فقد أفصحوا بأنهم لم يذكروهم إلا بمقارنتهم لتلك الطبقة، لا أنهم من أهلها...
القسم الرابع: فيمن ذكر في الكتب المذكورة على سبيل الوهم والغلط، وبيان ذلك البيان الظاهر الذي يعوَل عليه على طرائق أهل الحديث...