يحوي كتاب "ديوان الإنشاء" مجموعة كبيرة من المقالات المتنوعة من غير تنسيق، تهدف إلى التعليم والتوجيه، بأسلوب الترغيب والترهيب، وبأسلوب المنطق والإقناع. بدأه الهاشمي، بمقدمة قصيرة ذكر فيها غرضه من الكتاب والذي هو جمع ما عُني بتدريسه وخاصة في علم الإنشاء في المدارس الثانوية وغيرها، وذيّله بقائمة مقالاته التي شارفت على الثلاثمائة والتي ترمي إلى غاية واحدة هي تعليم الإنسان المؤمن كيفية التعاطي مع ربه ومع نفسه ومع مجتمعه، وحثه على التمسك بدينه ولغته وتراثه العظيم، والأخذ من المدنية الغربية المتقدمة المتحضرة بما يتناسب والأعراف والتقاليد الشرقية التي تشربت بروح الأديان السماوية.

يمكن ترتيب مواضيع هذه المقالات تحت عشرة عناوين شاملة، هي: إثبات وحدانية الله تبارك وتعالى، من تمام قدرته، سبحانه، خلقه الكون والموجودات، إعجاب المخلوق بعظمة الخالق المبدع، حاجة الإنسان إلى الأنبياء، حاجة الأنبياء الى قانون الهي ينظم حياة العباد، شرح متنوع لمضامين الشريعة الإسلامية السمحة، دعوات تأملية وعقلية ومنطقية واجتماعية ووطنية، لممارسة أفضل أساليب الحياة لدى الفرد والمجتمع، نقد اجتماعي بنّاء لأمراض المجتمع، مواطنا وحكومة ومؤسسات، في الأدب والثقافة، في الحكم العامة.

هذا ويتبع الهاشمي في مقالاته أسلوب الخطابة التعليمية الذي يتجلى بتعريفه بعنوان المقال، ومن ثمّ بشرحه لفائدة، وتدعيم رأيه بالآيات القرآنية والأحاديث الشريفة، والشواهد الشعرية والحكم والأمثال، وبما جاء على لسان المشاهير الذين سطّر التاريخ مناقبهم العالية. ومن الملاحظ أيضا أن أسلوبه أزهري مستوحى من الأسلوب القرآني العظيم.

ولأهمية هذا الكتاب وللمكانة الهامة التي يتمتع بها مؤلفه بين علماء اللغة اعتنى المحققان أحمد الهاشمي و"ياسين الأيوبي" بتحقيق مادته، وبالرجوع إلى نطاق عمل ما نجد أنه يتجلى بـ: أولا:تدوين هوامش وحواشي للكتاب، ثانيا:تشكيل متن النص بما يلزم من أدوات التشكيل، ثالثا:شرح ألفاظ المتن التي تحتاج إلى توضيح، وتخريج الآيات القرآنية والأحاديث الشريفة التي استعان المؤلف بها لتدعيم مادة كتابه، رابعا:التعريف بالإعلام الذين استشهد المؤلف بأقوالهم.