-
/ عربي / USD
ميشال شيحا ظاهرة مميزة في الفكر اللبناني من حيث تنوع مداركه وذكاؤه وحساسيته والجرأة التي بها عبر عن أفكاره ودافع. غطى هذا الصحفي والمحاضر والمفكر حقولاً متنوعة في الوطنية والقومية السياسية والاقتصاد والاجتماع والعلاقات الدولية والدين والأخلاق. ولئن كائن معظم كتاباته على شكل مقالات صحفية، إلا أنه كان يعلق دوماً على الأحداث بوحي من ثوابت ومبادئ فلسفية وقيم أخلاقيةً. لم يكتب شيحا إلا بالفرنسية. درس عند الآباء اليسوعيين وتأثر بالفكر الكاثوليكي وبكتابات القوميين الفرنسيين والمستشرقين. إلا أنه، على خلاف أكثرية مثقفي وسياسي جيله، أجاد الإنكليزية وكان مشبعاً بالاقتصاد السياسي الليبرالي والفكر المحافظ البريطانيين ومع أنه تأثر بمجايليه من دعاة الفكر اللبنانية أمثال شارل قرم، إلا أنه مثل التدخل المباشر للبرجوازية التجارية-المالية المدينية في تلك الفكرة التي ظلت قبله محكومة بالتخييل الجبلي ونزعة الاستقلالية الذاتية، حتى لا نقول الانكفائية. وانطلاقاً من موقعه الاجتماعي البورجوازي المديني ذاك، حاول شيحا الموالفة بين الإيمان والمال، بين الشاغل المسيحي الأقلوي والمصلحة التجارية، بين النظام الطوائفي والاقتصاد الحر، وأخيراً، بين الخصوصية، بل "الفرادة" المحلية، والعالمية، هذه الدراسة لا تدعي كشف النقاب عن شيحا "الحقيقي"، بل ما تبتغيه هو استعراض أفكاره في محاورها الرئيسية بقصد جلاء بعض الإسقاطات والتأويلات التي لا تنسجم مع ما يرجّح أنه ثواب عنده ومقولات مركزية. فوضعت موضع التساؤل ما ينسب إليه في معرض الإسقاط والتمني والتبرير: انتسابه إلى التيار الاستقلالي"، دورة في صوغ "الميثاق الوطني"، والدفاع عنه، المعنى العميق لـ"دستوريته" مبلغ انسجام انكاره السياسية مع ثوابت الجمهورية الديمقراطية، مدلولات فكرة التعايش الطوائفي عنه، مدى قربه أو ابتعاده في السياسة الخارجية عن دعاة الجباية الغربية، وغير ذلك مما يثيره فكره من أسئلة وإشكاليات.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد