-
/ عربي / USD
الإسلام ثقافة إبداع، تجاوز في تبلوره وتناميه حدود اللغة العربية، وإن برزوا خلالها، حيث وجدت شعوب مختلفة، نفسها ساعية إلى المساهمة في تعميق هذا الإبداع: عرباً وغير عرب، مسلمين وغير مسلمين. هذا وإن عقلية التخاصم، هي العلاقة الفارقة المميزة للثقافة العربية والإسلامية، وامتداداتها في الآن الراهن. ولعل الباحث في تتبعه لخيوطها الدقيقة، وتجلياتها الكبرى، من خلال أمثلة تاريخية، ووقائع، موزعة في أزمنة تاريخية عربية-إسلامية مختلفة، استطاع مقاربة حقيقة هذه المكونات، واستيعاب أدواتها النقدية الفاعلة، وذلك لفهم أنفسنا أكثر، وهي تعيش أكثر من حالة تشظي في الداخل، ونحن نتهيأ لدخول القرن الحادي والعشرين. لقد حاول الباحث قدر المستطاع، تعقب (عقلية التخاصم) معنى ومفهوماً ودلالة، في التاريخ العربي-الإسلامي، وكيف تشكل هذه العقلية الميزان القيمي، ليس لما يقوم به الإنسان ويفعله (إنسان محدد مذهباً وتمذهباً)، بل للكائنات الأخرى في الطبيعة،و الجمادات. ولقد ركّز بصورة رئيسية على أهم عصرين في التاريخ الإسلامي (عصر الخلفاء الراشدين) و(العصر الأموي) ففي الأول توضحت معالم العقلية المذكورة تلك كثيراً، من حيث قدرتها على (إنجاب) مفهوماتها وتشكيل ذاكرتها الجمعية، ولو بصعوبة احترابية افتئاتية. ثم يعايش في الثاني تفكك المفهوم المذكور، وانقسام العناصر الأخرى، حيث القبلية زادت قوتها، وتجلت فاعليتها في إنتاج، وإخراج، وإيلاج كل ما يمكنها من البقاء، وتجذير سلطتها: إنشاءً وسلوكاً ومثالاً.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد