هذا الكتاب " الرسل والرسالات" خاتمة سلسلة أركان الإيمان، التي تتحدث عن الخالق العظيم، وقيام الدول وزوالها، وانتشار الحضارات واندثارها إلى آخر ذلك من حكمة إلهية تخاطب العقول، وتحيي القلوب وتربط المؤمن بخالقه.
ومن البديهيات في الإسلام التي اعتبرها ركناً أساسياً من أركان الإيمان والعقيدة: الإيمان بالنبوة والوحي، والتصديق برسالات الله وبرسله إلى خلقه، فلا يصح إيمان مؤمن، ولا يدخل في دين الله، ولا يقبل في جماعة المؤمنين ما لم يؤمن بكل كتاب أنزل، وبكل نبي أرسل.
يتحدث هذا العمل عن مفهوم النبوة والرسالة والفرق بينهما، وتعريف النبي والرسول والفرق بين الرسول والنبي، ويكلم عن وجوب الإيمان بالرسل وموجز تاريخهم، ويكشف عن خصائص وسمات دعوة الأنبياء وتفاضلهم فيما بينهم، ثم يشير إلى جوانب الاقتداء بهدي النبياء عليهم الصلاة والسلام، ويضيء على مفهوم الوحي وإثبات النبوة والمعجزات، وينتهي الحديث عن خصائص الرسالة المحمدية، وحقوق النبي صلى الله عليه وسلم على أمته.
يعتبر مؤلف الكتاب "إن أصل الدين واحد، بعث الله به جميع الأنبياء والمرسلين، واتفقت دعوتهم إليه، وتوحدت سبيلهم عليه، وإنما التعدد في شرائعهم المتفرغة عنه، وجعلهم الله –سبحانه- وسائط بينه وبين عباده في تعريفهم بذلك ودلالتهم عليه لمعرفة ما ينفعهم وما يضرهم، وتكميل ما يصلحهم في معاشهم ومعادهم(...)".