-
/ عربي / USD
ابن بطوطة: هو محمد بن عبد الله بن إبراهيم اللواتي الطنجي، أبو عبد الله، رحالة مؤرخ. ولد في طنجة سنة 703هـ 1304م بالمغرب الأقصى، وخرج منها سنة 725هـ، فطاف بلاد المغرب ومصر والشام والحجاز والعراق وفارس واليمن والبحرين وتركستان وما وراء النهر وبعض الهند والصين والجاوة وبلاد التتر وأواسط إفريقية واتصل بكثير من الملوك والمراء، فمدحهم- وكان ينظم الشعر-واستهام بهباتهم على أسفاره.
وعاد إلى المغرب الأقصى فانقطع إلى السلطان أبي يعنان (من ملوك بني مرين) فأقام في بلاده، وأملى أخبار رحلته على "محمد بن جزي" الكلبي بمدينة فاس سنة 756هـ وسمّاها "تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار"ويمكن اعتبار رحلة ابن بطوطة هذه سجلاً حافلاً غنياً لرحلاته ومغامراته العجيبة التي شملت العالم القديم، أو ما يسمى بعالم العصور الوسطى. ويمكن اعتبار ابن بطوطة نفسه راوٍ من الدرجة الأولى، وذلك يظهر من خلال وصفه الدقيق لأحداث رحلته وللأماكن التي زارها، ولعادات أهل البلاد ولتقليدهم ودياناتهم.
كما ويتجلى أسلوبه الطريف والممهر بالقصص المسلية في وصفه للألبسة وألوانها وأشكالها وحيويتها ودلالتها، وهو لم ينس الأطعمة وأنواعها وطريقة مناعتها، وهذا ما يثير لعاب القراء لتذوق تلك المأكولات. وهو يصف المدن في أواخر القرون الوسطى بعين مصور بارع صادق الريشة والكلمة، أينما يتوجه وحيثما حلّ بأسلوب سلس وافق بالألوان والأشكال والزخارف. ولا ينس أن يرفدنا بمعلومات قيمة عن الديانات وأماكن العبادة فيها، ويبدو لنا اهتمامه الشديد بالتصوف والمتصوفة، فتلك الظاهرة كانت تعيش عصرها الذهبي في القرن الثامن الهجري من النامية العملية، ولا ريب أن ذلك كان يتوافق مع طبيعته الإيمانية وأخيراً فتحفة النظار في غرائب الأمصار وكبائر الأسفار سفر قيم لا يستغني عنه أديب أو عالم في مجال اختصاصه في مكتبة لأهمية العلمية والتاريخية والجغرافية والانتروبولوجية.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد