قدَّمنا إلى قراء العربية كتابنا "أيام العرب في الجاهلية"، يلمّ أشتات تلك الأيام، ويؤلّف بينها؛ فاستقبله الأدباء والمؤرخون إستقبالاً كريماً، وعَدُّوه مرجعهم الأول في تلك الأيام.
وكنا قد وعدنا في مقدمته بكتاب "أيام العرب في الإسلام"؛ واستنجزَنَا بعضُ القراء وعْدَنا، ورغبوا إلينا في إخراج هذا الكتاب، حتى تتم به تلك الحلقة التاريخية الأدبية التي بدأناها.
وها نحن أولاء نقدمه إليهم إنجازاً لوعدنا، ووفاء لحقّهم علينا، وإتماماً لعملنا.
وسيطالعون في هذا الكتاب أشهر أيام العرب في الإسلام، وقد صيغت حوادثها صياغة قصصية أحكِمت حلقاتها، واتصلت أَجزاؤها، ولمع أبطالها.
وفي أثنائها نصوص أدبية في الذّروة العليا من الأدب، قد ضبطت كلماتها، وشرحت ألفاظها، وعرضت وسط حوادثها.
فهذا الكتاب تاريخ مجيد، وقصص رائع، وأدب رفيع.
وقد يكون من الخير للأمة العربية أن يظهر فيها هذا الكتاب في هذه الآونة التي توالت فيها عليهم أحداث، وتتابعت مِحَن، وخاضوا غمار حروب، فلم يهِنوا ولم يضعفوا.
وسيجدون في هذه الأيام تاريخهم المشرق الوضَّاء، وجنودهم الأَجْرَاء الشجعان، وقوَّادهم الصناديد المحنّكين.
وسيرَوْن كيف تغلّب هؤلاء على الصعاب، وكيف فتحوا الممالك والأمصار، وكيف شاعت فيهم روح التضحية، فرفَعُوا شأنَ أمتهم، وثبَّتوا دعائم نهضتهم، وأقاموا صرح ملكهم.
ولعل في هذا كله هداية، ولعل فيه قدوة، ولعل فيه درساً.