-
/ عربي / USD
إنَّ قِسْطاً وافراً، وجُزْءاً كبيراً، من آيات الله تعالى البيّناتِ في القرآن الكريم تتمحّورُ حَوْل الْقَصَص والسَّرْد التاريخيّ، تَنْطِق بالعِبْرةِ والحكمة والموعظة الحسنة، كما أنها في جانب منها تُعْطي أحْكاماً شَرْعيَّةً وَتُقَنّنُ نظاماً يُبْطل ما تَعَارَفَ عَلَيْه الجاهِليُّونَ، ليس الْعَرَبُ وَحْدَهُم، ولكن أُمَماً ضَلَّتْ عن سَبيل الله تعالى، وتنكّرَتْ لرسالاتِهِ ورُسُلِهِ، وَانحرفَتْ عن جادَّة الصراط المستقيم، فأوْرَدَتْ أنْفُسَها وشُعُوبها موارِدَ الهلاك، وحقَّتْ عليها كلِمَةُ العذابِ مِن رَبِّها في الدُّنيا، ولعذابُ الآخرةِ أشَدّ وأَبْقى.
ونحن نعرف التاريخ مدرسة ذات منهجٍ ومادة علميَّة وتربويَّة، ليست قصصاً تُرْوى للتَّسلية أو التنذر، إنّما لإستخلاص العبْرة والحكمة، والتوافق عقليّاً ونفسيّاً بالتغيير إلى الأفضل والأحسن... والإتعاظ... وإلا فما قيمةُ الحدثِ والحركة والنتيجة؟... من هذه المنطلقات كان الباعث على كتابة (قصص القرآن) من غير أن يكون تقليدي في العمل، فركز المؤلف على الجانب التاريخي منها، وزوق عباراتها وجملها بالإبداعات الإنشائية والبلاغيَّة. ولقد حاول أن لا يتبع أسلوب الدَّمْج بين قصص الأنبياء عليهم السلام وبين غيرها من القصص القرآني، فإنّ لتلك حيِّزها وجانبها الأهمّ، ننفرد بعملٍ خاصٍ بها - إن شاء الله تعالى - وبنفس الأسلوب من إستخلاص العِبرَ والحِكَم والأحكام.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد