-
/ عربي / USD
قال فضيلة الشيخ الإمام محمد متولي الشعراوي: الحج هو ركن الختام للإسلام، واستكمال نعمة الله تعالى عن الإنسان، لأن هذا الركن يتطلب كثيراً من مقوماته، يتطلب عافية البدن للقدرة على الحركة ومشقة السير ومتاعب السفر، ويتطلب راحلة، ويتطلب أن يترك الحاج لكل من يعوله في بلده قوته إلى أن يعود، فالذي يمكنه الله من كل ذلك يكون قد أتم عليه نعمة ربوبيته، لأن نعمة الربوبية سبقت نعمة الألوهية، فنعمة الربوبية عطاء من الله، والذي يعطيك لا يطلب منك أن تقول له: "لبيك" ولكن الذي يطلب منك هو الذي يتطلب أن تقول له: "لبيك" فالعطاء مناولة من أعلى لأدنى، ولكن طلب الألوهية هو الذي يحتاج إلى مغالبة النفس في: أفعل كذا وهو لا يحب أن يفعل، ولا تفعل كذا وهو يحب أن يفعل.
إذن.. فمرحلة التكليف في إفعل ولا تفعل هي التي تتطلب أن يقول العبد فيها: "لبيك يا ربي" أي: إجابة لدعائك لي.
وأما عطاء الله له في النعمة فلا يتطلب منه أن يقول: "لبيك" والمؤمن حين يهتف بشعار الحج في قوله: "لبيك اللهم لبيك" يلاحظ أن يجيب الله، وإجابة الله إنما تتطلب أن يخرج الإنسان عن اختياره فيما يرى أنه مريح له وأنه مسعد به، إلى اختيار الله تعالى له.
والحق سبحانه وتعالى لم يكلف بأفعل ولا وتفعل إلا بعد أن أدى عطاء ربوبية كاملة، خلقاً للإنسان من عدم، وإمداداً له من عدم، ومعونة له على الحركة بطاقات وأجهزة وانفعالات، وكم من منفعل له انفعل معه.
وفي هذه الرسالة حديث من القلب إلى القلب، وخواطر إيمانية صادقة حول الحج الأكبر لفضيلة الإمام الشعراوي يشرح أبعادها ومعاني كل ركن من أركان الحج ويرد على أسئلة في فضل حجة الجمعة، الحج عن الغير، طلب الموت في الحرمين، التقدم لأداء فريضة الحج، الطواف حول بيت الله، المقصود بقول حجوا قبل ألا تحجوا، ابتلاء هاجر، وشعيرة الحج، المقصود بالمزدلفة، سر تسمية عرفة، الحرمة في الحرام.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد