-
/ عربي / USD
مع العقاد نواصل مسيرته في سرد سير العباقرة والعظماء الذين كانت لهم مع البطولة في تاريخ الإسلام جولات، والذين كانت لهم مواقف حكمة وشجاعة سطرها لهم التاريخ، واعترف لهم بها القاصي والداني، الصديق والعدو، وعلى هذه الصفحات يروي عباس محمود العقاد سيرة واحد من هؤلاء الذين ذاع في الدنيا صيته، وعلا في التاريخ صوته، وطال في ميادين البطولة شوطه، واقترن اسمه بالنصر، فأشاع في نفوس الأعداء الفزع، وكان مجرد اختباره للقيادة مدعاة بين جنوده للثقة والطمأنينة، ومثاراً لقوة العزم وشدة الشكيمة... إنه سيف الله... خالد بن الوليد.
وقد استعرض المؤلف سيرة هذا البطل: نشأته، شخصيته، إسلامه، والمعارك التي خاضها، مركزاً على أهم المنعطفات التي أبرزت عبقريته القيادية، وملقياً الضوء على علاقته بالنبي صلى الله عليه وسلم، ومكانته عنده، ومما يلفت النظر في هذه السيرة أسلوب العقاد الرائع الذي يتجلى في سردياته التي تمتع بالسلاسة وبالتحليل الذي ينفذ إلى عقل القارئ وروحه. والبديع في ذلك في أن المواقف التي صورها المؤرخون على أنها مآخذ على هذا البطل.. استطاع الكاتب بفكره الدقيق، وتحليله العميق، واستقصائه الوثيق، أن يجعلها مفاخرة له، لا معايب تهز قدره أو تقلل من شأنه... وفي هذا تكمن عظمة الكاتب، وتظهر قدرته، وتبرز شخصيته، وتثبت عبقريته.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد