تعتبر أيام العرب في الجاهلية مصدراً خصيباً من مصادر التاريخ، وينبوعاً صافياً من ينابيع الأدب، ونوعاً طريفاً من أنواع القصص، بما اشتملت عليه من الوقائع والأحداث، وما روي في أثنائها من نثر وشعر، وما تخللها من مأثور الحكم وبارع الحيل، ومصطفى القول ورائع الكلام.ولأهمية هذه الأيام أفرد لها المؤلفون هذا الكتاب حيث جمعوا شتيتها، وألّفوا بين روايتها، ورسموا معالمها وحدودها، ضمن هذا الكتاب المقسم على أساس الفروق الجنسية، أو العصبية القبلية، إذ كان مثار الحفائظ ومبعث الحروب؛ الخلاف في الجنس أحياناً، وفي أصول القبائل أحياناً؛ وقد أتبع كل يوم ما ورد فيه من شعر، حيث عمد المؤلفون إلى ضبطه وشرحه بعد اختيار الروايات الصحيحة التي يكمل بعضها بعضاً مشيرين إلى غيرها من الروايات. إلى جانب ذلك فقد تضمن هذا الكتاب، قليلاً من الأيام التي حدثت في الإسلام، كيومي الوقبي ويوم الشيطين ويوم سحبل، إذ أنها لم تخرج في أسبابها عن أسباب الأيام الجاهلية.