قدَّم هيدغر في تفكيره حول الكينونة نقدًا جوهريًّا للحضارة التقنية لم يسبق له نظير في الفلسفة الغربية. ففي محاولته تحرير إشكالية الواقع من التصورات... الذاتية الإرادية للغرب، وصل إلى أخْذ مسافة نقدية اتجاه الفكر المعاصر المادي - الأداتي، الذي يحاول التحكُّم في كل شيء...
قدَّم هيدغر في تفكيره حول الكينونة نقدًا جوهريًّا للحضارة التقنية لم يسبق له نظير في الفلسفة الغربية. ففي محاولته تحرير إشكالية الواقع من التصورات... الذاتية الإرادية للغرب، وصل إلى أخْذ مسافة نقدية اتجاه الفكر المعاصر المادي - الأداتي، الذي يحاول التحكُّم في كل شيء وتطويعه، والذي يجد تعبيرًا صارخًا عنه في عولمة القرن الواحد والعشرين. وبنقده الأنطولوجي الجوهري للحضارة التقنية، يفتح هيدغر إمكانات الحوار مع تصورات غير أوروبية. ويتَّضح ذلك بجلاء في انتشار فكره على نطاق واسع عالميًّا...قد يُفهم العِراك السياسي الحالي في الدول العربية [...]، كردِّ فعل على استغلال الفرد من طرف قوًى تسلُّطية، تجعل من الإنسان "شيئًا"، وتفرض عليه أن يشتغل كآلة فقط [...]. ويُعتبر فكر هيدغر المتعلِّق بالكينونة - باعتباره نقدًا "لنسيان الكينونة" "لإرادة القوة"، كما يتجلّى ذلك في إرادية "التقنية" الحالية - مساهمةً جوهرية لفهم عميق لمثل محاولات التحرُّر هذه.