ظهرت له الرياض، وكأنها ماضٍ وإرثٍ ثقيل، ورثه من مغامرة عن والده عن جدِّه المسافر في كل الجّهات، امرأة تتوه في سطوة صمت الصحراء، تنزع في صورة امرأة... غامضة، وظلّ رحم أمه الجنوبية ينبوعًا لا ينضب، وطنًا لا يشاركه فيه أحد، وطَّن ذلك في نفسه شقاءً منذ الصغر، وحرَّكت استشارة ليلى...
ظهرت له الرياض، وكأنها ماضٍ وإرثٍ ثقيل، ورثه من مغامرة عن والده عن جدِّه المسافر في كل الجّهات، امرأة تتوه في سطوة صمت الصحراء، تنزع في صورة امرأة... غامضة، وظلّ رحم أمه الجنوبية ينبوعًا لا ينضب، وطنًا لا يشاركه فيه أحد، وطَّن ذلك في نفسه شقاءً منذ الصغر، وحرَّكت استشارة ليلى له الليلة بالتحديد، أسئلة منطفئة، ومياه راكدة، تعنيأمرًا جديدًا على محك الذاكرة، ظلّ فيصل يقضي ليلته الفاصلة، يجهدُ ذاكرة متعبة، يحاور ليلى عن أبعاد خطوتها الجديدة، يستقرىء منها تفاصيل بقايا تجربة جارحة، خرجت بها من تجربة زواج فاشلٍ وماضٍ لها، تحمل ندبًا وجروحًا عميقة، عايشتها وخلَّفت في نهايتها ولدًا، أصبح يفوق التاسعة من العمر، حُرمت من رؤيته بعد طلاقها مباشرة، لتنضج الرؤية باتجاه الخطوة الجديدة، فراح يخفِّف حزنها، ويسخر من شجاعته، يبدأ بتلكؤ وخوف من المستقبل، وتردُّد في مواجهة عملية جراحية، تصوَّرها كتلك التي تفصل بين سياميين، تبتر أعضاءً من جسده، تحمل رائحة وأمراض الماضي، ويلحُّ عليه الأطباء في إجرائها..