-
/ عربي / USD
تأخذنا مؤلفة هذا الكتاب، البروفسورة الإيطالية بياتريس نيكوليني، في رحلة تاريخية وجغرافية شيقة بين عمان ومكران وزنجبار، هذه المراكز الحضارية الثلاثة التي كان لها دور حيوي في التطورات التجارية والسياسية والثقافية لسلطنة عُمان وسواحل شرقي أفريقيا والمحيط الهندي.
تهتم الكاتبة خاصة بدور العرب المسلمين في سلطنة عُمان في تلك التطورات، إذ كان سلطان عُمان سيد بن سلطان آل بو سعيد (1806- 1856) الذي أنجب ما لا يقل عن المائة وعشرين ولداً، يتكلم اللغات العربية والهندية والفارسية والسواحيلية، وفي عهده ادخلت زراعة القرنفل إلى جزيرة زنجبار الإستوائية، فازدهرت وكانت هذه أبكر الخطوات الكبرى على طريق الإهتمام العالمي بالتوابل وتجارتها.
تروي الكاتبة دور القوى الأوروبية، وشركة الهند الشرقية، وعلاقتها بإلغاء العبودية، وتجارة الأسلحة، وزراعة التوابل، وإقتتال الأوروبيين للظفر بالإحتكارات التجارية في هذا الشرق الغني بثروات أرضه وبحاره وإمكانيات شعوبه.
الكتاب غني بمشاهدات ونوادر عن التقاليد وطقوس المسّ الروحي التي تمارسها تلك شعوب، والدور الذي تلعبه المرأة فيها، من خلال راقصات "الكيبوكي"، مثلاً، وتلتقط الكاتبة مجموعة من التشابهات والإختلافات والتمازجات بين هذه الثقافات، والذي أنتج ظواهر مثل "إسلام البانتو" مثلاً.
وتسرد الكاتبة بعض الحكايات العجيبة والمشوقة عن الطقوس السحرية للشعب السواحيلي، الذين يطلقون أسماء عربية على الأرواح الشريرة أو الخيرة، مثل "جني" أو "شيطاني"، وتلاحظ الكاتبة أيضاً الأثر المقابل في بعض الأمثال الشعبية العمانية إذ يقال مثلاً "إذا ماتت نعجة في مكران ما يغلى السمن في عمان".
ورغم أن المادة الأساسية لهذه الدراسة تعود إلى العام 2004، إلا أنّ الكتابة حاولت إستدراك ما حدَّثته في بحثها، وضمَّنت ذلك في مقدمة الطبعة العربية من الكتاب.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد