مذكرات فتاة رصينة هي مذكرات كتبتها سيمون دي بوفوار، تحكي فيها سيرتها الذاتية منذ الولادة لحين. تخرجها من السوربون و لقائها بسارتر ، من خلال يوميا... تها استطاعت أن ترسم لنا بانوراما عن الحياة الفرنسية في بداية القرن الماضي .. في كثير من التفاصيل التي كانت ترويها ، كنت أجد...
مذكرات فتاة رصينة هي مذكرات كتبتها سيمون دي بوفوار، تحكي فيها سيرتها الذاتية منذ الولادة لحين. تخرجها من السوربون و لقائها بسارتر ، من خلال يوميا... تها استطاعت أن ترسم لنا بانوراما عن الحياة الفرنسية في بداية القرن الماضي .. في كثير من التفاصيل التي كانت ترويها ، كنت أجد تشابها كبيرا بين وضع المرأة في فرنسا في القرن الماضي ووضعها حاليا في العالم العربي . سيمون تحكي كيف كان عليها أن تدرس كثيرا و تتحدى المجتمع الذي تعيش فيه لثبت ذاتها و تخرج من محيطها الذي ينظر إليها كبوجوازية صغيرة يجب آن تتزوج بعد حصولها على الباكلوريا أو الليسانس .. لكن سيمون أكملت دراستها و حصلت على الماستر في الفلسفة ، و هناك ستتعرف على سارتر أبو الفلسفة الوجودية .. ما فاجأني أيضا هو أنها بقيت عذراء و لم تجرب القبلة ، و لانتهاء الرواية لم تحكي مشهدا جنسيا واحدا ، ثم التربية الصارمة التي تلقتها من الراهبات و من والديها اللذان كانا يمنعا عنها قراءة بعض الروايات تحت نبد روايات إباحية .. شدني إليها حبها للتعلم و إدمانها لقراء. الكتب ، لم يكن لديها الخيار ، إما أن تتزوج أو تتعلم كثيرا لتهرب من الحياة الرتيبة ، و هذا ما فعلته سيمون ،تعلمت و لأجل العلم فقط .. أنا أيضا أرفض الزواج ، و لا أعرف لماذا ، لكني دائما أسأل نفسي ماذا بعد ؟ ثم لا أتخيل نفسي أقاسم غرفة مع أحد لأسمع شخيره ، لا أفهم لماذا علينا أن نربط مصيرنا الحر جدا بمصير أناس آخرين و أين يكون ذلك قرارا اختياريا . تساؤلات سيمون كانت وجودية ، أعتقد أنها مثلت جيلا من البورجوازيين الفرنسيين الذين وجدوا تراكما فكريا فلسفيا أتاح لهم تطويره و طرح السؤال ، كان لابد من التغيير ، الوسط البورجوازي الفرنسي سيمون ، سارتر ، كامو .. السوربون ، المدرسة العليا للإدارة ، باريس ، شوارعها ، حانات موبرناس ، و مونمارت .. حرب الجزائر ، الاحتلال الألماني لباريس ، الحرب العالمية الأولى .. كلها أشياء و أحداث جعلت من مذكرات سيمون شاهد على حقبة مهمة من تاريخ فرنسا و من تاريخ وجدان الفكر الفلسفي في شقه الوجودي .