كانت دوريس تصف للأطفال دروب الغابة. "إنها لعبة خطرة، فأكبر أولئك الاطفال لم يبلغ بعد السادسة من العمر" قلت لها فابتسمت بحزم وقالت "لن يكونوا أسوجي... ين ما لم يتعلموا اختراق الغابات وحيدين". كل طفل ذهب في اتجاه حاملًا حقيبته التي تحتوي على طعامه وقنينة ماء. جلسنا في انتظارهم. لم...
كانت دوريس تصف للأطفال دروب الغابة. "إنها لعبة خطرة، فأكبر أولئك الاطفال لم يبلغ بعد السادسة من العمر" قلت لها فابتسمت بحزم وقالت "لن يكونوا أسوجي... ين ما لم يتعلموا اختراق الغابات وحيدين". كل طفل ذهب في اتجاه حاملًا حقيبته التي تحتوي على طعامه وقنينة ماء. جلسنا في انتظارهم. لم تكن دوريس قلقة، فيما كنت أنظر إلى ساعتي كل دقيقة. "تصوري لو أن أحدهم أنصت إلى صوت فاتن من تلك الأصوات التي تطلقها الغابة وظل واقفًا في مكانه أو ذهب باحثًا عن مصدر ذلك الصوت" "سنذهب إليه يا صاحبي بيسر، هل نسيت أني أملك نسخًا من الخرائط التي بين أيديهم؟" بعد ساعة كان الأطفال كلهم قد وصلوا وكل واحد منهم لديه حكاية يود أن يرويها لدوريس. كنت أرى في عيني كل واحد منهم شهقة الإدريسي وهو يرسم خارطة للأرض. صارت الأرض بالنسبة لهم بعد أن أخترقوا الغابة مكانًا آخر. مكانًا يستطيعون السير عليه بحريّة من غير أن يتحكم أحد بخطواتهم. "دوريس هل يبدأ درس الحرية بهذه الخطوة؟" أتذكر مرآة الهندي (أنيش كابور) العملاقة في شيكاغو وهي تظهر صورة البشر والبنايات والشوارع من غير أن تهتم بهم أفرادًا. لا أحد في إمكانه أن يقول: "لقد رأيت نفسي في مرآة كابور" بإمكانه فقط أن يقول "لقد رأيت حشودًا من البشر في تلك المرآة، كنت واحدًا منهم".