بدأت القصة حين رآها في البرية تدخن، وحين رأتْه أخفت سيجارتها، فاقترب منها وطلب منها ألا تخاف فلن يفشي سرّها، وحين حاول الجلوس ليشاركها التدخين نهضت ومضت مسرعةً.بعد أيام، صار يرمي إليها من وراء سور البيت علب سجائر فاخرة، بينما يرمي عشّاق ذلك الوقت رسائل غرامٍ نارية. بالنسبة...
بدأت القصة حين رآها في البرية تدخن، وحين رأتْه أخفت سيجارتها، فاقترب منها وطلب منها ألا تخاف فلن يفشي سرّها، وحين حاول الجلوس ليشاركها التدخين نهضت ومضت مسرعةً.
بعد أيام، صار يرمي إليها من وراء سور البيت علب سجائر فاخرة، بينما يرمي عشّاق ذلك الوقت رسائل غرامٍ نارية. بالنسبة لها تلك السجائر رسائل نارية، حقًّا لا مجازًا.
ارتبط إدمان التدخين بإدمانها على رؤيته، وباتت كل سيجارة تدخنها منه تحمل معاني الشوق واللهفة والانتظار، التي يكتبها بخطّ جميل على السجائر، مستعيرًا مقاطع من الأغاني وأبياتًا من شعر الحب، إلى أن جاء اليوم الذي قرأتْ على سيجارات علبةٍ كاملةٍ كلمة "أحبّكِ"، بألوانٍ وخطوط مختلفة، وبعدها صارت تشعر أنها تدخن الكلمات التي يكتبها أكثر مما تدخن السجائر نفسها، لتتذّوق طعم الحبّ في التبغ.
سيجارةٌ بطعم "اشتقت إليكِ"، وأخرى بنكهة "حياتي"، وثالثة بمذاق "أفكّر فيكِ طوال الوقت". تقريبًا دخلتْ كلمات قاموس الحب كلّها إلى صدرها مع التبغ، لكنها احتفظت بسيجارة كتبَ عليها "أريد أن أتزوجكِ" لليلة الدُّخلة، حيث دخَّنَاها معًا بعد مطارحة الغرام الأولى.