طرق التعليم ومناهجه كثيرة، ومنها طريقة التعليم بالمنظومات، وهذا منهج أصيل عند العلماء المسلمين، فقد كُتبت المنظومات في سائر العلوم الشرعية والكونية، منذ قرون طويلة، وقُررت في حلقات التعليم، وتناوب العلماء في خدمتها شرحًا وتدريسًا، حتى أضحت عنوانًا على المعرفة، وجزءًا رئيسًا من ذاكرة طالب العلم.

وتاريخ العلم بالمنظومات متقدّم جدًا ولعل من أقدم تلك المنظومات منظومة بغية الباحث عن جملة الموارث الشهيرة بالرحبية، ولا تزال هذه المنظومة المنهج الرئيس المعتمد في تعليم مادة الفرائض في أكثر المدارس الشرعية والمساجد منذ أن نظمها صاحبها.

وقد تناولها الكثير من العلماء بالشرح والتوضيح والتعليق، قديمًا وحديثًا، ولعل من أشهر هذه الشروح وأسهلها وأغزرها مادةً شرحُ سبط المارديني وذلك لعدة أمور منها:

– أن صاحب الشرح من العلماء البارزين في هذا الفن، وله عدة مؤلفات فيه غير هذا الكتاب.

– سهولة أسلوبه، ووجازة ألفاظه.

– الدقة في نقل المذهب الشافعي، وذكر أوجه الاتفاق والاختلاف مع المذاهب الأخرى.

– كثرة المسائل فيه، والأمثلة التوضيحية وحلُّ أغلبها. ولهذا أعتمد العلماء على هذا الشرح، وممن نقل عنه: الشنشوري في مؤلفاته، والباجوري في حاشيته..