تطالعنا في الرواية حكاية سلمى الهائمة على وجهها في شوارع اللاذقية وأزقتها، والحب نعمتها ونقمتها، والرجال من حولها كلٌّ يلبي نداءه الخاص: أحمد البطم متتبعاً أفكاره المتفجرة، وغسان البراني الذي يبتلعه البحر ويلفظه فيحمل السلاح، وتواريخ ومنعطفات وأحلام وخيبات ومآثر وهزائم...
تطالعنا في الرواية حكاية سلمى الهائمة على وجهها في شوارع اللاذقية وأزقتها، والحب نعمتها ونقمتها، والرجال من حولها كلٌّ يلبي نداءه الخاص: أحمد البطم متتبعاً أفكاره المتفجرة، وغسان البراني الذي يبتلعه البحر ويلفظه فيحمل السلاح، وتواريخ ومنعطفات وأحلام وخيبات ومآثر وهزائم تمضي يداً بيد مع شخوص الرواية الكثر ليصلوا إلى الانفجار الكبير، فيندلع جيل جديد يدفع أثمان كل ما تكدّس في تاريخ اللاذقية من ديناميت وكل ما هو قابل للانفجار.في رواية "ديناميت" طبقات تاريخية متعددة، والأثمان التي تدفع جراء الصراعات التي تحملها، تمتد وتتشابك وتورث، وكل ما تحتكم عليه المدينة من مستويات اقتصادية واجتماعية وسياسية تتحول إلى عناصر درامية فاعلة ومؤثرة في مصائر الشخصيات التي لا تجد محيداً عن المواجهة كما لو أنها تروض بحراً غضوباً جامحاً، أو كما كتب عنها الكاتب والصحافي إيلي عبدو في جريدة الأخبار اللبنانية "كلّما تقدّمنا في القراءة، سنحسّ بألم اللغة، ووجع المفردات، وجحيمية المصائر".ويورد الكاتب والناقد هيثم حسين في معرض قراءته للرواية في جريدة الحياة: "يُؤرّخ الروائيّ السوريّ زياد عبد الله في "ديناميت" لذاكرة مدينة اللاذقيّة السوريّة، وكأنّه يكتب سيرتها غير الرسميّة، التي يتمّ تجاهلها والتغاضي عنها، لأنّها ربّما لن تُرضي الكثيرين، وسيكون من شأنها إثارة الكثير من الأسئلة التي ترتبط بتاريخ المدينة التي تعجّ بالإشكالات والتناقضات". أما قراءة عامر أبو حامد للرواية في جريدة السفير فركّزت على المرحلة الزمنية الحرجة التي تسير فيها الشخوص وتأثرها بتغيّرات المدينة: "مع الحركة التصحيحية وتسلُّم بعث الأسد للحكم في سوريا وصولاً إلى أحداث الإخوان المسلمين والاضطرابات التي شهدتْها البلاد تسير شخوص الرواية، حيث تتأثّر بتغيُّر المدينة، واختفاء ملامحها على يد الشَّبِّيحة وأصحاب النفوذ".