-
/ عربي / USD
لا شك أن مسألة الصفات تعدُ من أجلّ وأعظم ما تُكُلِّمَ فيه من أصول الاعتقاد، وقد اختلفت فيها مقالات الإسلاميين، فمنهم من قال بالنفي المحض، ومنهم من أقرّ بأسماء الله في الجملةن ونفى الصفات، ومنهم من أقرّ بالأسماء والصفات لكنه ردّ طائفة منها و وتأوّلها، وصرفها عن ظاهرها، ومنهم من ذهب إلى وجوب الإيمان بكل ما ورد في كتاب الله، وصحيح السنة من الأسماء والصفات، وإجرائها على ظواهرها، ونفي الكيفية والتشبيه عنها، وأصحاب هذا القول هم الذين يلقّبون بالسلف وأهل السنة.
وكتاب الشيخ مرعي بن يوسف الكرمي المقدسي "أقاويل الثقات" في تأويل الأسماء والصفات والآيات المحكمات والمتشابهات "يأتي في إطار الرأي الأخير وهو رأي أهل السنة، حيث اختار مقالة هؤلاء وارتضاها، وأيدها بالنقول الضافية عن الأئمة الذين لهم قدم راسخة في هذا الباب، ممن هو مشهود له بالاستقامة والسداد.
وقد مهد لكتابه هذا بتعريف التفسير والتأويل، والمحكم والمتشابه، وعرض أقايول أهل العلم في ذلك، وقبل الشروع في ما هو آخذ بسبيله انتهى رأيه إلى أن صفات الله سبحانه من المتشابه، وعلل ذلك بتعذر الوقوف على تحقيق معانيها، والإحاطة بها، بل على تحقيق الروح والعقل القائمين بالإنسان. وقال: إن أهل الإسلام اتفقوا على إثبات ما أثبته الله لنفسه من أوصافه التي نطق بها القرآن من نحو: سميع وبصير وعليم وقدير، ونافي ذلك كافر، لأنه مكذب لصريح القرآن، ثم نقل خلاف أهل العلم في المشتقات منها، واختار قول السلف الذين يقولون بإثبات الصفات الخبرية والفعلية مما نصّ عليه القرآ، ووردت به السنة الصحيحة.
ومع كونه يصرح باختيار مذهب السلف، ويدين الله به، ويسأل الله الموت عليه، فإنه لا يجنُح إلى تكفير أحد من أهل الفرق بما ذهب غليه واعتقده لا سيما مع قيام الشبهة، والدليل عنده، فإن الإيمان المعتبر في الشرع هو تصديق القلب الجازم بما علم ضرورةً مجيء الرسول به من عند الله تفصيلاً فيما علم تفصيلاً كالتوحيد والنبوة، وإجمالاً فيما علم إجمالاً كالأنبياء السالفة، والصفات القديمة التي نطق بها القرآن، وهو لا يعتد بقول من زعم من المتكلمين أن الإيمان هو العلم بالله وصفاته على سبيل الكمال والتمام، على أنه يرى تكفير بعض الغلاة من الجهمية الذين رموا بعض الأنبياء بالتشبيه...
ثم تناول صفات الله الذاتية والفعلية صفة صفة بالتفسير والبيان والشرح، ونقل أقاويل أهل العلم والعرفان، وعرض حججهم، وناقشها، وبيّن ما هو الصواب منها.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد