-
/ عربي / USD
عَـرَف النُّحاة للأدوات النحويةِ أهـمَّيَـتَها في دراسة النحو العربي، وحَظِيت دراسةُ الأدوات والحروف بنَصيبٍ كبيرٍ في ثنايا كتب النحو، بل أضافَ النُّحاة إليها تلكَ الكتبَ التي خُصِّصَتْ لدراسة حروفِ المعاني أو العَوامل، وارتبطَتْ دراسةُ هذهِ الأدواتِ بوظائفِها التطبيقية، كما ارتبطت بدلالاتها ومقاصدها.
علماً، أنَّ مصطلح (الأداة) مُساوٍ لمصطلح (الحرف) عند إمام النحو سيبويه (180هـ)، و أبي العباس المبرد(286هـ)، رحمهما الله تعالى.
فالأدواتُ أو حروفُ المعاني، كما وَردت في بعض كتبِ التراث العربي، تؤدِّي وظائفَ نحويةً، ومعانـيَ دَلاليةً، وهي تَضُمُّ حروفاً وغيرَها مما شاكَلَها في الوظيفة والدَّلالة.
ويجدُر ذكرُهُ أنه قد وردتْ دراسة الأدوات في كتب النحو عامةً، وفي كتب علوم القرآن وإعرابه خاصةً.
وقد تجلَّى اهتمامُ النُّحاة بالأدوات، خاصةً في ما قدَّمه سيبويه أولاً في كتابه، حيث خصَّ كلَّ أداةٍ أو مجموعةٍ من الأدوات بما تَوصَّل إليه في شأنها، مطلِقاً عليها اسم “الحروف”، فتَحدَّث عن تركيبها ومعانيها وعَمَلِها، مُستَنِداً في ذلك إلى وُرُودِها في أساليبِ العربية في مختَلِف أقوال العرب وأشعارِهم، وتَوالَتْ بعدَهُ جهودُ النحاة في حقل الأدوات عبر العصور، حتى ظهَرَت كتبٌ جمعَت الأدواتِ كلَّها.
لكنَّ الجدير بالذكر أنَّ النحاة تنَبَّهُوا منذُ القديم إلى الدَّور الذي تطَّلع به هذه الأدواتُ في تلوين المعاني وتَغْيِيرها، حتى سُميت عندهم بـ(حروف المعاني)… إلَّا أن هذا التنبُّهَ لم يدفع أحداً من السابقين إلى بُـحُوثٍ شَاملةٍ مُتعمّقةٍ في هذه الناحية، بل انصرفَتْ جهودُهم إلى الحديث التفصيلي في كل أداةٍ على حِدَة، يؤكِّد ذلك طرائقُهم في إيراد هذه الأدواتِ..
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد