في الصورة قُربَ النافذة، خلفَكِ الحربُ تُشعلُ سيجارة.تجلسين في الممرّ، ممرِّ بيتِكِ الطويلِ، تنكشين شعرَكِ بقلم الرصاص،وترسمين على قشرة رأسِكِ نصفَ قلبٍ وسهماً.درفةُ شبّاك جارتِكِ في الطّابق العلويّ، بعد أن تُركَتْ على عجل، صارصوتُها حفيفَ شجرِ أوَّل الخريف، يفكِّرُ...
في الصورة قُربَ النافذة، خلفَكِ الحربُ تُشعلُ سيجارة.
تجلسين في الممرّ، ممرِّ بيتِكِ الطويلِ، تنكشين شعرَكِ بقلم الرصاص،
وترسمين على قشرة رأسِكِ نصفَ قلبٍ وسهماً.
درفةُ شبّاك جارتِكِ في الطّابق العلويّ، بعد أن تُركَتْ على عجل، صار
صوتُها حفيفَ شجرِ أوَّل الخريف، يفكِّرُ بالرحيل مثلكِ.
في الريفِ البعيدِ، وراءَ الجبالِ، ربما تعيشُ امرأةٌ مثلُكِ، بينما تكتبين
الآن وفي يدِكِ تفّاحةٌ، تُصلح هي ساقَ طاولتِها المعطوبةَ، وتحرقُ النملَ
الخارج من خزانتِهَا المُهترئة، تُطفئ الشمعةَ بإصبع قَدَمَيْها، ثمّ تنام.
"المرأة التي في فمي" مجموعة شعرية أولى لسوزان علي صدرت في 80 صفحة من القطع الوسط، ضمن مجموعة براءات التي تصدرها الدار وتنتصر فيها للشعر والقصة القصيرة.