تجلسُ تهاني فجر في ركنٍ ما من هذا العالم، معيدةً صياغةَ مفاهيم كثيرة باسم الحب. كما لو أنَّها تصنعُ ألبومَ صورٍ شخصي بما تلتقطه من مشاهد حميمة وما تكشف عنه من رغباتٍ حسّية في مواجهة الفقد، الحرب، والبشاعة الماثلة أمام باب البيت كصورةٍ لحياة مستهلكة. ليُمسي الانتظار مسافةً...
تجلسُ تهاني فجر في ركنٍ ما من هذا العالم، معيدةً صياغةَ مفاهيم كثيرة باسم الحب. كما لو أنَّها تصنعُ ألبومَ صورٍ شخصي بما تلتقطه من مشاهد حميمة وما تكشف عنه من رغباتٍ حسّية في مواجهة الفقد، الحرب، والبشاعة الماثلة أمام باب البيت كصورةٍ لحياة مستهلكة. ليُمسي الانتظار مسافةً لزجة تتحايلُ عليها الشاعرة بكتابة تفاصيل يومياتِها، بما يجعلُ القصيدة مرآةً تعكس ذاتها المتمرِّدة على التقاليد والأفكار المسبقة في زمنٍ متسارعٍ ونمطي يلتهمُ ملامحنا، ويحيلنا إلى وجوه خالية تسقطُ منها مشاعر الخوف والدهشة حتى ونحن نسيرُ بخطى واثقة إلى الهاوية.
تتعدَّدُ الصور التي تجمَعُها تهاني فجر من خلالِ اشتغالها على المفردة الواحدة في القصيدة، تُفكِّك الحروف والكلمات لتعيد تركيبَها بطريقتها الخاصة:
تماماً كلوحةٍ لـ «موديلياني»
أبدو برأسٍ مَحشوٍّ بأغنيَّتِكَ المُفضَّلةِ
بعُنُقٍ طويلٍ مُبلَّلٍ
بِرِيقِ قُبلِكَ بفمٍ يُشبهُ كلمةَ «أحبُّكَ»
بعينَيْن واسعَتَيْن لهما لونُ البُحَّةِ في كلمةِ «أشتهيكَ»
بساقَيْن عاريَتَيْن تلتفَّان
حول خصرِكَ
كي أُبرِّرَ خوفي من العالمِ.