لم تكن الدعوة الإسلامية حركة تلقائية عفوية. ولا مجرد وعظ للناس وتذكير بفضائل الإسلام وآدابه فحسب كما فهمها كثير من المسلمين ومارسها كثير من الدعاة... في العصور المتأخرة. وإنما هي حركة علمية وعملية تتميز في مبادئها وأهدافها ومصادرها وترتكر على أسس وقواعد علمية مدروسة وتنضبط...
لم تكن الدعوة الإسلامية حركة تلقائية عفوية. ولا مجرد وعظ للناس وتذكير بفضائل الإسلام وآدابه فحسب كما فهمها كثير من المسلمين ومارسها كثير من الدعاة... في العصور المتأخرة. وإنما هي حركة علمية وعملية تتميز في مبادئها وأهدافها ومصادرها وترتكر على أسس وقواعد علمية مدروسة وتنضبط بضوابط شرعية محددة. فيختار لها أقوم المناهج وأحكم الأساليب وأفضل الوسائل إذ هي عمل الأنبياء عليهم السلام من قبل وعمل من تبعهم على هدى وبصيرة من بعد.
وما كانت الدعوة إلى الله وتبليغ الإسلام للناس وتعليمه إياهم وتطبيقه في واقع الحياة طريقاً مفروشاً بالورود والرياحين. لذا كان ذكر المشاكل الدعوية وتشخيصها ضرورياً لوضع معالم ولمسات في طريق علاجها كحال الطبيب الذي يشخص المرض تمهيداً لمعالجته وكلما كانت الأمراض والعلل كثيرة كان احتياجنا إلى عيادة وعقاقير أكثر.
ولا يعدو هذا الكتاب أن يكون نواة لتأسيس عيادة دعوية عالمية مهمتها التصدي لكل الظواهر المرضية التي تفتك بالساحة الإسلامية.