تلك حياة سابقة. تركها على حبل الغسيل. تجفِّفُها الشمسُ، وتزيل روائحَهَا الرياحُ. أصبح يهتمّ كثيراً بجسده. وحين يجده بارداً يخاطبه: «أراكَ بعد قليل دافئاً، يا صديقي.». ثمّ ينهض إلى خزانة الملابس، يرتدي لباساً رياضياً، ويتوجّه ركضاً نحو الغابة المجاورة. ولا يعود إلا وهو...
تلك حياة سابقة. تركها على حبل الغسيل. تجفِّفُها الشمسُ، وتزيل روائحَهَا الرياحُ. أصبح يهتمّ كثيراً بجسده. وحين يجده بارداً يخاطبه: «أراكَ بعد قليل دافئاً، يا صديقي.». ثمّ ينهض إلى خزانة الملابس، يرتدي لباساً رياضياً، ويتوجّه ركضاً نحو الغابة المجاورة. ولا يعود إلا وهو يتصبّبُ عَرَقَاً. فيدرك أنه ودّع جسده القديم، وعوّضه بجسد دافئ وحيوي. يسترخي على السرير، ويبدأ يفكّر في مشاهد من محافل توزيع جوائز الأوسكار. يشرد ذهنه، ويبدأ في كتابة خطاب، يفترض أنه سيلقيه لو كان هو مَنْ تُوِّج بالجائزة. خطاب خارق، مليء بالبلاغة والأشعار، قوي باستشهاداته واقتباساته من روايات عالمية قرأها وتمنّى لو حوّلها إلى أفلام. ينهض ويتوجّه نحو باب مكتبه، ثمّ يتحوّل إلى الحمّام الذي تفوح منه رائحة الموادّ المعطّرة والمُطهّرة. يبقى مستمتعاً تحت الماء الساخن وهو يصرخ: أوسكار...أوسكار...أوسكار.