علم المنطق من العلوم العقلية الآلية، فمباحثه تعين على تقويم التفكير وجعله سليمًا موصلًا إلى النتائج السليمة.

وقد اهتم به علماء الإسلام وأضفوا عليه كثيرًا، حتى صار من علوم الآلة.

وقد نبغ فيه العلماء وألّفوا فيه كتبًا كثيرة، وكان من أجلّها منظومة (السلم لمرونق) للعلامة عبدالرحمن الأخضري رحمه الله، وهي منظومة جامعة لمبادئ علم المنطق سلسة جيدة في مضمونها ولغتها ومنهجها.

وقد نظمها وهو ابن احدى وعشرين سنة، وصادفت قبولًا وإقبالًا كبيرًا في بلاد المسلمين شرقها وغربها، ثم توالت الشروح عليها، ومن أجل شروحها عند المتأخرين: شرح العلامة أبي اسحاق التادلي الرباطي ت 1311هـ.

فقد ضمنه ما استفاده من شروح من قبله، وحرره في منهج قويم وأسلوب حكيم، قرب به البعيد، ويسر به العسير، وتَوَّجَهُ بما أودع فيه من توضيح المعقَّد، والتمثيل للمجرد.

وقد قيض الله لهذا الشرح الباحث الأستاذ صهيب مصباح الذي أحسن العمل فيه وأجاد في تقديم مادته العلمية والتعريف بمؤلّفه، وإغناء النص بالهوامش المفيدة التي أزاحت الأستار عن الغوامض، وكشفت الأسرار المودعة في مضامينه النوافل والفرائض، في لغة سهلة وأسلوب واضح جيد، فلا شك أنه سيسد فراغا في بابه، ويلبي حاجة القراء والباحثين في علم المنطق بوجه عام وفي منظومة السلم ومحتوياتها بوجه خاص..