-
/ عربي / USD
إن الفقه في الدين من أشرف العلوم وأعلاها منزلة، لما فيه من خير للناس في تصحيح عباداتهم ومعاملاتهم، وقد قام من علماء الحنابلة أفذاذ، وأئمة جهابذة تمكنوا من هذا العلم، ونذروا له حياتهم، وبذلوا لخدمته الرخيص والنفيس، وصرفوا هممهم للتصنيف والتأليف، حتى جعلوه عَذْبَ المورد، سهل المتناول، فتنوَّرت بآرائهم القلوب والعقول، وعمرت بتآليفهم المكتبات، وكان كل حيل منهم يتمم ما بدأه الذي قبله، حتى وصل المطاف إلى عالِم مصر، وشيخ الحنابلة في زمانه، الشيخ منصور بن يونس البهوتي صاحب التصانيف المشهورة، والتآليف النافعة، فألَّف كتاب "عمدة الطالب" وهو أحد الأسفار التي عكف على قراءتها ودراستها طلبة العلم، فوقع هذا الكتاب فيهم موقعه، وصار اسماً على مسمى، وما زال العلماء يتناولون هذا الكتاب شرحاً وتدريساً إلى يومنا هذا، فهو بوابة لمن أراد الولوج إلى الفقه الحنبلي، ولما لهذا السفر من أهمية ومكانة بين الدارسين، فقد قام بشرحه علامة نجدٍ في زمانه الشيخ عثمان بن أحمد بن سعيد الشهير بابن قائد المتوفى سنة (1097هـ) وسمَّاه: "هداية الراغب لشرح عمدة الطالب"، فجاء متمماً للعمدة، كافياً للناظر فيه، فهو عصارة لأمَّات الكتب.
وقد اشتدت عناية الطالبين به؛ لما فيه من السهولة والبيان، والتحقيق والتدقيق على صغر حجمه، وكان آخر المطاف عند الشيخ أحمد بن محمد بن عوض المَرْداوي الذي وضع على هذا الشرح حاشية نفيسة، جاءت في بابها وافية ولقارئها كافية؛ وسمَّاها: "فتح مولي المواهب على هداية الراغب لشرح عمدة الطالب".
ولأهمية هذا الشرح عمل الدكتور عبد الله التركي، الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، على تحقيقه كتاب "الهداية" وحاشيته تيسيراً لطلاب العلم.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد