وتعتبر «ذكريات تاج السلطنة» من بين أشهر وأوفى السِّيَر المتبقية من العهد القاجاري. وهي يوميات الصوت النسائي الوحيد المتحدر من ذلك العهد. هذه الشهرة والأهمية تعودان أولاً إلى شخصية مؤلفتها وموقعها الاجتماعي، ككاتبة أنثى تمتعت بحرية أكبر للتعبير كأميرة في الحريم الملكي...
وتعتبر «ذكريات تاج السلطنة» من بين أشهر وأوفى السِّيَر المتبقية من العهد القاجاري. وهي يوميات الصوت النسائي الوحيد المتحدر من ذلك العهد. هذه الشهرة والأهمية تعودان أولاً إلى شخصية مؤلفتها وموقعها الاجتماعي، ككاتبة أنثى تمتعت بحرية أكبر للتعبير كأميرة في الحريم الملكي وابنة ملك؛ ومن جهة أخرى، كون هذه اليوميات بما احتوته من معلومات عن وقائع وأخبار ومواقف ورؤى وخواطر وأفكار عكست نموذجاً بليغاً من تمازج ثقافتين الشرقية والغربية، لشخصية نسائية قوية تربت علي أيدي معلمين ينادون بالحداثة آمنت بأفكارهم وبلورة نظرة وتطلعات خاصة بها، لاسيما أنها خلعت الحجاب في تحد للتقاليد السائدة، وعاشت فترة من الزمن في أوروبا، على إثر طلاقها من زوجها، وذلك على المنقلب بين القرنين التاسع عشر والعشرين. وهي حقبة تميزت معها إيران بتحولات وتبدّلات في السلطة والمجتمع، وبرزت خلالها الثورة الدستورية وما رافقها من تطلعات للنساء الإيرانيات، إسوة بالتركيات والعربيات، لنيل شيء من حريتهن، وكانت تاج السلطنة نفسها في طليعة المطالبات بإنصاف النساء، وساهمت من موقعها القوي في البلاط في التأسيس لحركة تحرر المرأة، لتتسرّب هذه الأفكار الجديدة، فيما بعد إلى الطبقات الأخرى في المجتمع.
لقيمة العمل وأهمية الاختيار والترجمة التي أنجزتها عن الفارسية مريم حيدري، نال جائزة ابن بطوطة لأدب اليوميات المترجمة.