يروي في هذا الكتاب جملة من التجارب الذاتية المتنوعة والمشاهدات الشخصية العديدة التي طاف بها الكاتب بين مدن المملكة المغربية، بدءاً من كازابلانكا، ورزازات، مكناس، شفشاون، تطوان، مراكش، الرشيدية، العرائش، يقدِّم أبو اليزيد نظرة بانورامية قائمة على اختراق الجغرافيا...
يروي في هذا الكتاب جملة من التجارب الذاتية المتنوعة والمشاهدات الشخصية العديدة التي طاف بها الكاتب بين مدن المملكة المغربية، بدءاً من كازابلانكا، ورزازات، مكناس، شفشاون، تطوان، مراكش، الرشيدية، العرائش، يقدِّم أبو اليزيد نظرة بانورامية قائمة على اختراق الجغرافيا والأماكن، مما ورد في الكتاب:
"لم يُبقِ الدَّهْرُ من سِجلماسة إلا الأطلال، فأخذنا نستفتي مؤرّخين وموسوعات في تاريخ المدينة البائدة.
وضع أبو القاسم سمكو بن واسول المدراري الصفري، زعيم وقائد خوارج مكناسة الصفرية أساسات الدولة في سجلماسة، ولكنه جعل أوّل حكامها عيسى بن يزيد الأسود، كي يتَجَنّبَ الصراع بين مختلف الفصائل المكناسية. والتي أبدت رغبتها في السلطة، ويرسّخ مبدأ المساواة بين كل المسلمين وأحقّية كل واحد منهم ليكون حاكمًا، مهما كان جنسه أو لونه، فضلًا عن الكثافة السكانية العالية للعنصر الأفريقي بسجلماسة في ذلك الوقت، خاصة إذا علمنا أن معظم قبائل مكناسة لم تستقرّ بعد بالمنطقة خلال هذه الفترة التأسيسية، بالإضافة لسبب اقتصادي بحت، وهو جذب وتشجيع تجارة القوافل مع أفريقيا جنوب الصحراء."