يروي الكاتب العراقي رحلته إلى إيران في مهمة تنظيمية خلال العمل السري للحزب الشيوعي العراقي، لتبدأ عتبة الحكاية من بيروت إلى موسكو ومنها إلى إيران، مروراً بمدنها المختلفة وانتهاء بالسجن، ليعطي نظرة أفقية عمودية للواقع الايراني على مستويات عدة، سياسياً، اقتصادياً،...
يروي الكاتب العراقي رحلته إلى إيران في مهمة تنظيمية خلال العمل السري للحزب الشيوعي العراقي، لتبدأ عتبة الحكاية من بيروت إلى موسكو ومنها إلى إيران، مروراً بمدنها المختلفة وانتهاء بالسجن، ليعطي نظرة أفقية عمودية للواقع الايراني على مستويات عدة، سياسياً، اقتصادياً، اجتماعياً، ثقافياً، لينقل بكثير من العاطفة تفاصيل حياته هناك مطلع ستينيات القرن الماضي، مما ورد في الكتاب:
"عدتُ إلى البيت بعد أن تأكّد لي أن ليس هناك مَن يتبعني، وأنا أتّجه إلى محلّ سَكَني في شارع «روزفلت» في طهران. جلستُ أضرب أخماساً بأسداس، وأنا أفكّر في مصير أعضاء الفريق. هل تمّ القبض عليهم؟ أم أنهم مشغولون بأمر مُلحّ؟. تناولتُ الأوراق الخاصّة بالحبر السّرّيّ، وكتبتُ رسالة إلى مقرّ قيادة الحزب في براغ، أُعلمهم بالتطوّرات وتصوّراتي للوضع دون أن أبالغ بالأخطار المحدقة. في تلك الليلة، لم يغلبني النوم، وسهرتُ وأنا أفكّر في كيفية حلّ لغز انقطاع أعضاء الفريق خاصّة وأن هناك اتفاقاً بيننا حول العديد من المواعيد الاحتياطية. هل هو السهو؟ أم هناك أسباب مرضية؟ أم أنهم قد وقعوا في فخّ الأمن الإيراني؟ وإذا هم وقعوا في فخّ الأمن الإيراني، فلماذا لم يتمّ متابعتي وأنا أطرق باب بيت العائلة الأهوازية؟ ولماذا لم تخبرني المرأة العجوز عن مصير أفراد الفريق خاصّة وأن هذه العائلة كانت تُبدي الكثير من الرعاية والحرص عليهم، ولا يمكن أن تتردّد في أخباري عن أيّ مكروه يصيبهم؟ هكذا كنتُ أتصوّر الأمور."