قضى محمد خضير معظم سنوات حياته في مدينته البصرة، وجسّد صورتها في كتابه (بصرياثا) 1993، قبل أن ينتقل إلى استلهام أحلامها في آخر كتبه (أحلام باصورا) 2016. وبين هذين الحدّين السِّيرييْن جاءت معظم كتبه. وكتابه هذا (ما يُمسك وما لا يُمسك) هو ثالث الركائز السِّيرية التي تقوم عليها معظم...
قضى محمد خضير معظم سنوات حياته في مدينته البصرة، وجسّد صورتها في كتابه (بصرياثا) 1993، قبل أن ينتقل إلى استلهام أحلامها في آخر كتبه (أحلام باصورا) 2016. وبين هذين الحدّين السِّيرييْن جاءت معظم كتبه. وكتابه هذا (ما يُمسك وما لا يُمسك) هو ثالث الركائز السِّيرية التي تقوم عليها معظم قصصه القصيرة.
يقول محمد خضيّر: «كتبتُ، مع نفسي، سيرةً لحياتي، لم تتعدَّ ألفَ كلمة، عنونتُها «الرؤيا الخضراء» (يتضمّنها هذا الكتاب) ولطالما تصوّرتُ حياتي وحياةَ نصوصي مقاطعَ من رؤيا مشتركة مع سكّان بلادي، عمّالها وفلّاحيها وكَسَبَتِها ومثقّفيها، مزارعها ومصانعها وأسواقها ومدارسها، وكانت هذه المقاطع تنبثق في صيغة رؤيا، لا أمسِكُ إلا بجزءٍ منها.. فمَنْ ذا يستطيع أن يُلِمَّ بسعة هذه البلاد، وحياة مواطنيها الموزَّعين على مساحة آلاف الكيلومترات، وهم ينغمرون بأعمالهم ومشاغلهم وحروبهم ليل نهار؟»
إذن، في هذا الكتاب يرمي محمد خضيّر، السارد البارع، كلّ شيء بين أيدينا، وسنشعر بوزن وحجم هذا «الكلّ شيء»، ولكن هل سنتمكن من إمساكه؟.