أنظر إلى مائدة “إيكيا” المربّعة الصغيرة الحجم بإعجاب، تلك التي يمكنها أن تحوي قمامةَ العالم كلّها. ينبع إعجابي من كوني استطعتُ أن أشكّل من تفاصيل أيّامي المتتابعة وغير المتشابهة بليلها ونهارها، ثمّ نهارها وليلها: ليل – نهار – ليل - نهار - ليل - نهار، مُنشأة فنّيّة موحية. أ...
أنظر إلى مائدة “إيكيا” المربّعة الصغيرة الحجم بإعجاب، تلك التي يمكنها أن تحوي قمامةَ العالم كلّها. ينبع إعجابي من كوني استطعتُ أن أشكّل من تفاصيل أيّامي المتتابعة وغير المتشابهة بليلها ونهارها، ثمّ نهارها وليلها: ليل – نهار – ليل - نهار - ليل - نهار، مُنشأة فنّيّة موحية. أ إلى هذه الدرجة تهافتت الأيّام بانسيابية متناهية، لترتطم بأقدام هذه المائدة التي صارت مرتعاً لكلّ ما لا مكان له في خزانة. لا خزانات في مربّع الوحدة ... كلّ حاجياتي في الخارج، أُعلّقها هنا وهنا وهناك، كما أنها تقع منّي على هذه السجادة، وتلك البلاطة العادية وهذه العتبة، ولكنني أنسى التقاطها من هنا وهنا وهناك.
ولاعة: هناك عدّة ولاعات: صفراء، خضراء، تعمل، عطبة، على شكل قنفد، على شكل امرأة صدرها عار. ولاعة واحدة فقط اشتريتُها، أما البقية، فقد أخذتُها من أناس، لا أعرف كيف أصنّفُهم ضمن أيّامي المندفعة نحو سيقان هذه المائدة، كما قلتُ. ولاعات الدنيا كلها لديّ. ولاعات الدنيا كلها وطني الذي لن أُفرّط فيه هذه المرّة على الأقلّ.