يتابعُ جولان حاجي في «ميزان الأذى» مشروعَهُ الشعريّ الذي ابتدأهُ قبل أكثر من عقدٍ، وميّزهُ عن باقي مجايليهِ وزملائهِ من الشعراء السوريين، من خلال اللغة الرصينة المرصوفة، والاشتغالِ الجدّي على القصائد قبيل إخراجِها من المُختبرِ المُنعزلِ المُعتم إلى النّور وضوضاء...
يتابعُ جولان حاجي في «ميزان الأذى» مشروعَهُ الشعريّ الذي ابتدأهُ قبل أكثر من عقدٍ، وميّزهُ عن باقي مجايليهِ وزملائهِ من الشعراء السوريين، من خلال اللغة الرصينة المرصوفة، والاشتغالِ الجدّي على القصائد قبيل إخراجِها من المُختبرِ المُنعزلِ المُعتم إلى النّور وضوضاء الحياة.
في هذه المجموعةِ الشعرية يذهبُ الطبيب جولان حاجي إلى تحويلِ الأذى إلى مادةٍ ملموسة، يُمكنُ للحواس التقاطها بيسر. هو الذي لم يحبّ الدخول إلى معتركِ القصيدة اليومية في أيّ من أعمالهِ السابقة، ولم يحبّ أيضًا ربطَ الطبّ بالشعر، أسوةً بشعراء كثيرين حول العالم، يُقدّمُ لنا في هذه المجموعةِ نصوصًا لم تستطع الفكاكَ من الأذىالسوريّ المباشر، الذي لا يحتملُ المجاز ولا التأويل، ويحوّلَ الصورَ المتبقية في ذاكرته، إلى نصوصٍ تترك أثرًا عضويًا لدى القارئ، بحيثُ يشعرُ المتمعن في قراءة هذه النصوص أنّ الأذى يصيبُهُ هو بالذات. ارتخاءٌ في العضلاتِ وضيقٌ في التنفّس وشحٌّ في الهواء، بالإضافةِ للخلل النفسيّ الذي يجعلُ قارئ «ميزان الأذى» يتساءلُ عن سببِ ومعنى كلّ ما يجري. عن سببِ الأذى ومعناه. وسبب الحياة ومعناها.
نحنُ أمام مجموعةٍ مُحكمةٍ لشاعرٍ مُحكم، ظلّت الأذيّةُ تراودُهُ عن نفسِها حتى سقطَ مستسلمًا لكتابتها على نحوٍ فريدٍ للغاية.