تتجلّى أهمية دراسة الأصناف والمهن العربية الإسلامية في كونها موضوعاً بكراً لم يؤلف فيه أي كتاب مستقلّ شامل، وأن جميع البحوث التي كُتبت عنه لا تتعدّى المقالات، في الوقت الذي أولى التنظيم النقابي المزيد من إهتمام المفكرين في العصر الحديث بسبب إرتباطه بحياة المواطنين، ولكونه دليلاً على رقيّ المجتمع وحضارته.
كما أن مثل هذه الدراسة تتصل بتنظيم إجتماعي وإقتصادي أثّر تأثيراً بالغاً في الحياة العامة في المجتمع الإسلامي في العصور الوسطى، ولمّا كانت النظم مستمرة وما زالت بقاياها في حياتنا المعاصرة، فإنه ليبدو من الطريف أن نتعقّب هذه الآثار بالنسبة للأصناف، لا سيما أن بعضاً من تقاليدها ورسومها موجودة حتى العصر الحديث في المجتمعات الإسلامية، وقد عرفت أوروبا الوسيطة التنظيم النقابي، ويبدو للباحث وجود علاقة بين التنظيمين الإسلامي والأوروبي تستحق العناية والبحث، ولهذا وجدت دوافع قوية حفَّزت المؤلف إلى إختيار هذا الموضوع.