يكفي في التقليد تطابق العمل مع فتوى المجتهد الذي يكون قوله حجة في حقه فعلاً مع إحراز مطابقته لها. ويجوز تقليد من اجتمعن فيه أمور عديدة أهمها البلوغ، العقل، الرجولة، الإيمان، بمعنى أن يكون اثنا عشرياً، الاجتهاد، والحياة، إذ لا يجوز تقليد الميت ابتداءً ولو كان أعلم من المجتهدين الأحياء.

وبما أن كل مكلف يجب عليه إحراز امتثال التكاليف الإلزامية الموجهة إليه وهذا لا يتم إلا بأحد أمور، منها التقليد. فقد ارتأت لجنة الاستفتاء في مكتب سماحة السيد السيتاني أن تقدم لمقلديه وبماء على طلباتهم المستمرة هذا الكتاب الذي يضم مسائل منتخبة من فتاوى سماحته وبشكل ييسر على المؤمنين الوصول إلى مآربهم.

وقد رتب الكتاب بحسب الترتيب المعهود في الكتب المماثلة إذ قسم إلى عدة كتب، مثل كتاب الطهارة وما يشتمل عليه كالوضوء وشرائط الوضوء ونواقضه، وما يتعلق بالطهر، بشكل عام، وثانياً كتاب الصرة ثم كتاب الصوم وكتاب الخمس وأحكام المعاملات والشفقة، والصلح، والنكاح، والرضاع، والطلاق والغصب واللقطة إضافة إلى الذباحة والأطمعة والأشربة والنذر والوقف والوصية والإرث.