توصف هذه الرواية على أنّها امتداد للأدب العبثيّ الذي كرّسه ألبرتو مورافيا في الرواية وأبدع به ألبير كامو في الفلسفة ونقله إلى السينما مخرجٌ بحجم فيديريكو فيلليني. ولعلّ هذه هي الأسس الثلاثة التي تقوم عليها رواية سورّينتينو وتنجح بالمزج بينها بدقّة عالية.يطرق سورّينتينو...
توصف هذه الرواية على أنّها امتداد للأدب العبثيّ الذي كرّسه ألبرتو مورافيا في الرواية وأبدع به ألبير كامو في الفلسفة ونقله إلى السينما مخرجٌ بحجم فيديريكو فيلليني. ولعلّ هذه هي الأسس الثلاثة التي تقوم عليها رواية سورّينتينو وتنجح بالمزج بينها بدقّة عالية.
يطرق سورّينتينو أبواب الأدب بلغة جزلة وسلسة، ويستخدم تقنيّات سرديّة متقدّمة. يبني عوالمه على السوريّالية التي لطالما خبر آلياتها في عالم السينما. فيكتب بالحبر ما لم يتوصّل إليه بالعدسة لتظهر الرواية كأنّها عرضٌ سينمائيّ من نوع خاص. يتطرّق إلى أكثر القضايا الفلسفية عمقاً بتعبير متقن كما يسلّط الضوء على المجتمع وانقساماته وإشكالاته بأسلوب بديع.
يفرض على روايته شكل المونولوج الطويل، لكنه لا يخضعها لقالب أدبي واحد، فيبوح بكلّ ما تفيض به النفس البشرية من مشاعر مختلفة. ويضيف على البوح استحضار الذكريات والأحداث الغريبة التي تصادف الإنسان المعاصر دون أن يتقيد بزمان أو مكان محدّدين.
تبرز الفوضى والتفاهة واللامبالاة كسماتٍ ضرورية لفهم الحياة وطرح التساؤلات عن الجدوى والنجاح والفضيلة بنقدٍ ذاتيٍّ لاذعٍ يقوم به البطل المطرب زير النساء والمدمن على المخدّرات.
تتغلغل الدعابة والمأساة في ثنايا هذا الكتاب لتجعل منه مسرحيّة تشهد لكاتبها على براعته في الإيحاء والاستفزاز معتمداً على الإثارة والتشويق والمفاجأة.
جميع الاحتمالات مفتوحة في نظر سورّينتينو. جميع التأويلات منطقية. وجميع شخصيات الرواية على حقّ.