الشعر مرآة للحياة ، والشعر الأمريكي مرآة لحياة الشعب الأمريكي ، حياة أناس يومية ، بما لها وما عليها . وفي هذه المختارات لثلاثة من أبرز شعراء القرن العشرين في الولايات المتحدة ، نرى إلى تأملات وتطلعات وتفاصيل الحياة تتمرأى بشكل أو بآخر . فالحياة اليومية هناك ليست خطب السياسة...
الشعر مرآة للحياة ، والشعر الأمريكي مرآة لحياة الشعب الأمريكي ، حياة أناس يومية ، بما لها وما عليها . وفي هذه المختارات لثلاثة من أبرز شعراء القرن العشرين في الولايات المتحدة ، نرى إلى تأملات وتطلعات وتفاصيل الحياة تتمرأى بشكل أو بآخر . فالحياة اليومية هناك ليست خطب السياسة وأحابيلها ، ولا منتجات الشركات الكبرى وسلعها ، ولا أفلام هوليود وما تصوره من مغامرات – كما قد يتوهم الكثيرون – بالعكس ، إذا كان هناك ما يمكن ملاحظته في هذا المختارات حول هذه الأمور ، فهو النفور من سطحية الحياة أو تفاهاتها ( كما في قصيدة فروست لا بعيدا ولا عميقا مثلاً ) أو التعرض بشكل مباشر إلى الظلم الواقع على السود في أميركا ، كما في شعر لانغِستن هيوز. وسواء في شعر فروست ، الغني بتفاصيل الحياة ومشاهدها وتأملاتها ، أو في شعر هيوز ، المتصدي للاعدالة العنصرية والإنسانية ، أو في قصائد ستيفنز ، ذات البعد الرمزي والدلالات الأكثر تعقيداً وأقل مباشرة ، نجد هموم الإنسان الأميركي – والإنسان بصورة عامة – حاضرة . في مثل هذه المختارات تم استبعاد بعض الأنواع من القصائد ، كالقصائد المطولة مثلاً ، أو تلك التي تسترسل في وصف الطبيعة ، فالذائقة الجمالية والشعرية اليوم تختلف عما كانت عليه قبل عقود .
عليه أتت هذه المختارات تحمل طابع العصرية وروح زمننا الحالي ، سواء جمالياً بحكم بنائها الفني ، أو إنسانياً بحكم مواضيعها وهمومها .